أدبي

ذكريات

وقت النشر : 2022/06/16 02:08:04 PM

ذكريات

بقلم: لينا الجزائرية

 

بعد كل الخذلان الذي نلته منك، لا زلت

أتذكر تلك الأحلام، تلك الأمنيات التي

دفنت مع حبنا العظيم، يوميات،

وذكريَات، وأغاني كنا نرددها كأغاني

فيروز:

“شو كانت حلوة الليالي”

“والهوى يبقى ناطرنا”

“وتيجي تلاقيني”

“وياخدنا بعيد”

“هدير المي والليل”

 

في مكاننا المعتاد، جنة خضراء أمام ضفة

النهر، نحمل الأحجار لنرميها وكأننا نرمي

أحزاننا لتغرق وتذهب، لكن حزني كان

يذهب بمجرد رؤية عينيك، سماع صوتك

أو غزلك.

لم أكن أعلم أنني وقعت في حبك حتى

فقدتك، كنت تتفنن في تعذيبي، أما أنا،

فكنت أراك ترسم لوحة جميلة، لم أكن

أعلم أن لهذا الطريق الطويل نهاية.

 

كنت الأول والأخير، خنتني، فأنت

الضرير، رغم ألمي، ما زلت مسرورة، رغم

وجعي، ما زلت مبتسمة.

كنت الأول والأخير، ضمك فؤادي

واحتواك، ولكنك فررت من قفصي ناهبا

قلبي وتفكيري،

كيف أقول إني أحببتك وما شعرت به

أكبر بكثير، كيف أخبرك أن الهيام والهوى

جاءا معتذرين من خافق باسمك، كيف

أخبرك أنني لا أستطيع النوم وكلما أغلقت

جفني زارتني صورتك؟!

كنت أنت محور قصائدي، ولكنك اتهمتني

بالخيانة، فكيف لقلب أحبك هكذا أن ينظر

لغيرك بسهولة؟ كيف أجعل التوقف غاية

أناملي؟!

أخبرني، فأنت الخبير، علمني، فأنت

المعلم،

كيف أمحو أثر جريمتك الشنيعة، كيف

أمحو بصماتك من خزنة نابضي، كيف

أسلب الجزء المتضرر من عقلي بورمك

الخبيث المميت؟

كنت كثقب أسود خدر جسدي فرمى بي

في دوامة زمنية تعيد إليّ كل ذكرى

ضريرة، فتحية لقلب أرهقه الفراق.

 

ذات صلة

الصورة رسم يدوي للكاتبة: لينا الجزائرية

 

 

 

ذكريات
ذكريات

 

 

 

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى