مقالات متنوعة

استوصوا بالنساء خيرًا

وقت النشر : 2022/07/01 02:13:57 AM

كتبت: رباب سمير غانم

 

أين نحن من قول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “استوصوا بالنساء خيرًا“؟!
أين نحن من تلك الكلمات حين قال في خطبة الوداع: “الله….الله في النساء”؟!
لقد حثنا النبي الكريم على الاهتمام بالنساء ومراعاتهم، أين ذهبت تلك القيم في مجتمعاتنا الشرقية؟ لماذا أصبحت المرأة مهانة إلى تلك الدرجة؟ لماذا أصبح القتل وسيلة التحدث إليها عندما تمانع وتعترض على رغبات الرجل؟
كل أصابع الاتهام تلتف حول الضحية أنها المدانة، لمجرد أنها ترفض أن يتحكم بها أحد، تشعري بالخوف عزيزتي على مستقبلك المظلم؟ ليس لدي ما اطمئنك به، فهذا هو الواقع الأليم، أين دور الأسرة من تربية أبنائها؟ عندما انشغلت الأم عن التربية ضاع الأبناء، وضاعت معهم الأسرة بكل قيمها ومبادئها.

أكثر ما يشعرني بالعجب هو الاندهاش من الأحداث المأساوية التي نعيشها الآن، كيف أننا نتعجب مما يحدث وقد تربى ذلك الجيل على أفلام العنف والبلطجة والكلمات البذيئة التي أصبحت موضة العصر، والدراما المصرية التي باتت لا تحترم كبير ولا تراعي صغير، ورغم ذلك الخلل في كل جوانب المجتمع نلقي باللوم عليكِ عزيزتي، ذنبها أنها أنثى خلقت على تلك الهيئة، تدفع الثمن لأنها الأضعف في زمن البقاء فيه للأعنف، تلتف حولها كل الأيدي إذا لم يكن لقتلها فلإلقاء اللوم عليها.

 

ذات صلة

عرفت الأمم المتحدة أن ” العنف ضد المرأة هو مظهر من مظاهر علاقات القوة الغير متكافئة تاريخيا بين الرجال والنساء”، كما عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء على أنه: ” أي اعتداء ضد المرأة على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي؛ جنسي أم نفسي للمرأة، ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء في إطار الحياة العامة أو الخاصة”.

 

قضية العنف ضد المرأة هي قضية من قديم الأزل من منظور البقاء للأقوى، منذ القدم اعتبر الرجل المرأة أنها كائن منحط وشيطان يوسوس بالشر، وقد أهينت كثيرا حيث أنها كانت تباع وتشترى في الأسواق مثلها مثل أي سلعة ترغب في اقتنائها، يا لها من إهانة بالغة لهذا المخلوق الرقيق!
كذلك لا يعتد برأيها فكانت تكره على الزواج وتورث ولا ترث، وتُملك ولا تملك، بينما الرجال يتمتعون بالسلطة والسيادة في كل شيء، لم تكن تلك نظرة العامة فقط للمرأة لكن الذي يدعو للاندهاش أن تلك النظرة كانت نظرة بعض الفلاسفة أيضا لها، فنجد أرسطو يقول ” أن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به، وأن المرأة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة”
كما قال سقراط ” إن وجود المرأة أكبر منشأ ومصدر للأزمة في العالم، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، حيث مظهرها جميل ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا”
إذن العنف ضدك عزيزتي ممنهج منذ ملايين السنين، إلى أن جاء الإسلام ونصرها وأعطاها حقوقها وألزم الرجل بالاعتناء بها، فلو نظرنا إلى قوله تعالى: ” الرجال قوامون على النساء” نجد أن قوامة الرجل على المرأة تعني القيام بمتطلباتها والمحافظة عليها وحمايتها ورعايتها كما أمرنا الله ورسوله.

 

لو أمعنا النظر إلى الدستور المصري لوجدنا أن المادة 11 تنص على أن “الدولة تكفل حماية المرأة ضد كل أشكال العنف، كما تكفل توفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة والمسنة والنساء الأشد احتياجاً”، كما تم إضافة مادة تنص على عدم الإفصاح عن بيانات المجني عليهم في جرائم التحرش والعنف وهتك العرض وإفساد الأخلاق خلال عام 2020، كما تم تعديل العقوبات لجريمة التحرش لتنص على”الحبس والغرامة لكل من تعرض للغير بأفعال أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل أو بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات”.

 

وبحلول ذكري 30 يوليو المجيدة لا ننسى دور الرئيس ووقوفه المستمر بجانب المرأة وحرصه الشديد على تمكين المرأة في المجتمع، حيث قام بتكليف وزارة التخطيط والمجلس القومي للمرأة بمتابعة وضع المرأة في مراكز اتخاذ وصنع القرار سواء في المواقع القيادية أو في إدارة مؤسسات المجالس العامة والخاصة، كما حافظ على سلامتها داخل وسائل المواصلات من خلال تكليف وزارة النقل بتوفير أكبر قدر من الأمان والسلامة للمرأة.

 

من خلال تربيتنا السليمة لأولادنا وحرص الدولة عليكِ عزيزتي يمكننا أن نربي أولادنا على الفهم الصحيح للدين حتى ننشئ جيل يكون بارا بأمه، يحمي أخته، يحافظ على زوجته ويرعى ابنته.

-استوصوا بالنساء خيرًا في القول.
-استوصوا بالنساء خيرًا في الكلمة.
-استوصوا بالنساء خيرًا في النظرة.
-استوصوا بالنساء خيرًا ولا ترهبوهم.
-استوصوا بالنساء خيرًا في كل أمور حياتهم.
-الله الله في النساء.
-الرحمة على روح كل أنثى زهقت روحها وسلبت الطمأنينة من قلبها لمجرد أنها أنثى.

زر الذهاب إلى الأعلى