أدبي

الأذان  ذلك الصوت الشجي 

وقت النشر : 2022/07/18 10:07:08 PM

الأذان

ذلك الصوت الشجي

بقلم: لمى محمد يوسف الجابي

حدثتني صديقتي عن رحلتها لبلاد الغرب، أخبرتني الكثير الكثير عن جمال الطبيعة وهناءة البال ورفاهية العيش هناك.

أمضت في تلك البلاد ثلاثة أشهر منتدبةً للجامعة، فكانت طوال اليوم في شغل وحركة لم ينسيانها بعض الوقت تخلو به إلى نفسها تناجي ربها وتؤدي فروضها.

إلا أنها في وسط الزحام كانت تشعر بشيء من الفراغ في داخلها لا تعلم بواعثه، لكنها ما إن وصلت بلادها وركبت سيارة متجهةً إلى بيتها في الظهيرة حتى علا صوتها قائلة: وجدتها وجدتها.

وكأنها اكتشفت اكتشافا خطيرا نادرا ..

إنه صوت الأذان .. ذلك الصوت الشجي.

قالت صديقتي: ما أكثر نعم الله علينا، حتى أننا لا نشعر بإحداها إلا إذا افتقدناها.

نعم .. إننا نحب الأذان وننتشي لسماع صوت المؤذن كل مرة، لكننا لم ندرك أهمية تلك النعمة الخفية إلا عندما افتقدتها فعلا ..

قلت: نعم يا صديقتي، لقد ميزنا الله عن باقي الشعوب بأن اختار لنا الأذان إذ أنه حوى أكبر حقيقة في الوجود، وهي وحدانيته وشهادة أن محمدا نبي هذه الأمة، ويحث على أعظم عبادة تصل العبد بربه خمس مرات في اليوم وتخفف صلته بالدنيا وشدة ارتباطه بها، تصحح موازينه وقيمه بين الوقت والوقت فلا يضل المسلم ولا يشقى وكذلك لأن الصلاة نور فعلا ..

فالأذان يدفع المسلم إلى السعي للإفادة من ذلك النور وهذا نجده في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى النيران التي أوقدتموها فأطفؤوها، وقم يا بلال أذن وأرحنا بها).

فكان الأذان دعوة إلى الوقوف بين يدي الله تعالى ودعوة إلى الراحة وغسل الروح بنوره عز وجل.

لهذا كان لا بد أن يكون صوت المؤذن شجيا، إذ نجد حكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يختار بلالا ليؤذن.

يوظف المواهب وينبهنا إلى دور الصوت في التأثير في النفس الإنسانية، فلا يدع موهبة في الناس إلا وظفها.

جمل الله آذاننا بسماع كل خير يرضي الله تعالى، وجمل قلوبنا وأرواحنا بتذوق ذلك الخير، وأعاننا على إفاضته على من حولنا ..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى