أدبي

وماذا بعد؟!

وقت النشر : 2022/08/14 04:42:41 AM

وماذا بعد؟!

بقلم نهى صلاح

وماذا بعد كل هذا الحنين؟! أيمكنني أن أراك بيوم من الأيام؟ أن تحتضنك عيناى وتتحسس دفء قلبك الذي لطالما أحببته؟!

غريب هذا الحب! لطالما كنت أراه شبحا أو سراب، ومنذ وقعت في حبك وأنا حبيسة ذاك القلب، لا أستطيع مغادرته ولا حتى نسيانه، فقد بات حبك كل ما أصبو إليه، وأصبحت أنام وأصحو وأنا فقط أتمنى رؤياك.

أرى ابتسامتك، أستمع لكلماتك التي كانت تلمس القلب دائما، رسمت طريقا مليئ بالورد معك، لم أدر أن لتلك الورود أشواك، كلما حاولت أن أشم ولو بعضا من رحيقها جرحتني وتسببت بنزف لي، وكأنه كتب علي أن أكون على حافة الهاوية بكل شيء حتى الحب الذي ملأ شغاف قلبي، أصبحت أخاف من قربه، فجرحه يدمي القلب.

حاولت أن أبتعد وأحتفظ بما تبقي مني، وألملم أجزائي المبعثرة في طرقات قلبه وأرحل، ولكن هيهات أن يرحمني قلبي ويستمع لي، عاتبته لمَ يا قلب فقد أويتك بين الضلوع؟! قال ألم تسكنيني بمن قلتي عنه توأم للروح وعين للفؤاد؟! أتودين أن تصيبينني بالعمى وقد أصبحت لا أرى إلا به؟! أتودين إراقة دمائي وجعلي في طيات النسيان؟! لم أكن أنا ذاك الغريب بل أنتِ، أترين أنه من السهل أن تزرعي الورد بطرقاتي ولا تصيبك بعض الشوكات؟! ليس الحب بسهل يا عزيزتي، فقد قتل فى سبيله الكثيرون، واهتزت عروش ملوك شداد، وجن الكثيرون من أجل ذاك الحب.

أترينه سهلا؟! لا والله ما استحق الحب كل من طرق الباب، وحسب أن طريقه ممهد سهل، ولكنه كطريق وعرة تتقرح به الأقدام، تمشي بشمس الظهيرة حتى تلفحك نيرانها حتى تتذوق حلاوة الوصول وراحة من بعد شقاء، ونسيم عليل يلفح الوجه تنسيك مرارة ما قبله وكأنك لم تذق يوما أي ألم، ذاك هو الحب يا صغيرتي، هكذا حادثني قلبي، وأدركت حينها أن ذاك القلب عاشق لك، ولن أستطيع يوما إخراجك منه، فرفقا به أيها البعيد القريب.

وماذا بعد؟!
وماذا بعد؟!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى