أدبي

إنسان مع العالم الآخر(١٠)

المقبرة

وقت النشر : 2022/09/11 08:54:05 PM

إنسان مع العالم الآخر(١٠)

المقبرة

بقلم عبدالحميد أحمد حمودة

قام وتوضأ، صلَّى وتلا ما أُتيح له من القرآن، ثم ذهب إلى العمل. وبعد انتهاء العمل عاد إلى بيته ليستريح.

رن هاتفه، كان صديقه يريد مقابلته خارج المنزل.
استعد وخرج من المنزل والتقى بصديقه المقرب فقال صديقه له:
-أريدك يا ​​صديقي أن تذهب معي إلى منزل ابن عمي فهو يحفر داخل منزله لاستخراج كنز كبير بداخله.
قال:
-كيف عرف ذلك؟ وما هو الغرض من ذهابي إلى هناك؟
قال له:
-جاء إليه شيوخ كثيرون، واتفقوا على أن البيت به كنز،
كلهم حددوا مكان الكنز.

عندما تأكد من ذلك، حفر وهو الآن لديه شيخ جديد هناك.
-اليوم اكتشفت ذلك، لذلك أردت أن تأتي معي وتخبرني بما تراه هناك.

ذهبوا معًا إلى منزل قريب الصديق، وهناك التقيا بقريب صديقه والشيخ. كان الشيخ داخل المنزل قبلهم ببضع ثوان.
دخلوا جميعًا غرفة في المنزل حيث توجد الحفرة. مكثوا هناك لفترة قصيرة، ثم خرجوا إلى قاعة المنزل وجلسوا يتناقشون.
قال الشيخ:
-أرى ثلاث غرف مليئة بالذهب، وفي إحداها يوجد ملكا فرعونيا في نعشه، وإنك قريب جِدًّا من الكنز.
قال صاحب البيت:
-نعم كلامك صحيح. رأيت في حلمي ما قلته.
وكل الشيوخ الذين جاءوا إلى هنا قالوا نفس الشيء.

المقبرة

كان صاحب المنزل سعيدًا جِدًّا. جلسوا يتحدثون كثيرًا، وكان هو جالسًا في صمت لا يتكلم. وعندما خرجوا من المنزل وذهب مع صديقه، قال له:
-أنت لم تتحدث أبدًا، ولم تخبرني بما رأيت.
قال:
لم أر شيئًا مما قيل. كل ما رأيته كان ثلاث غرف، محفورة برسم فرعوني جميل ومشرق للغاية، لكن الغرف فارغة ولا يوجد بها شيء. لهذا لم أتحدث لأنني لا أعرف كيف رأيت الغرف ولم أر ما بداخلها.
تفاجأ كثيراً بالأمر وذهب إلى منزله ولم يدخل غرفته للراحة، لكنه ذهب إلى حديقة المنزل وجلس هناك يفكر فيما رآه.
سأل قائلا:
-كيف رأيت الغرف ولم أَرَ ما بداخلها؟
سمع صوتا يقول:
-إنها حقا فارغه وليس فيها شيء.
قال:
-وماذا عن كل الشيوخ الذين دخلوا المنزل بالإجماع، ورآه صاحب المنزل في نومه أيضا؟
أجاب الصوت:
-نعم، هذا ما كانت عليه الغرف قبل نقلها.
قال:
-كيف ومتى تم نقلها؟
أجاب الصوت:
-تم نقلها قديما بعلم الفراعنة القدماء خوفا من النهب والسرقة وتم إخفاؤها داخل الجبال.
قال:
-كيف يراها الجميع داخل الغرف؟
أجاب الصوت:
-لقوة أولئك الذين يعيشون داخل المكان، يتلاعبون بصاحب المنزل وكل من يدخله.
قال:
-إذن لا يوجد أي شيء في الداخل؟
أجاب الصوت:
-لا يوجد شيء سوى مكحلة عين فارغة مصنوعة من النحاس داخل غرفتهم.
قال:
-أريد أن أرى من يلعب مع هؤلاء الأشخاص داخل المنزل.

وفجأة ظهر قرد أسود كبير أمامه جالسًا على كرسي كبير وينظر إليه بابتسامة خبيثة رافعًا يده بسلام.
لكنه لم يكن مُضْطَرًّا إلى النظر إليه لأنه شعر أنه خبيث للغاية واكتفى برؤيته.

ودخل غرفته ليستريح، لكنه رَأى في نومه ضفاف النهر فذهب وجلس تحت الشجرة. رأى الأمير المحارب يتقدم نحوه،
سلم عليه وجلس معه فسأله:
-لم أر النسر اليوم لكنني رأيت ضفاف النهر مباشرة.
قال له:
-نعم تعرف الطريق الآن وستصل إلينا بسهولة.
قال:
-اليوم حدث شيء غريب جدا.
ذهبت إلى منزل ولم أر فيه سوى غرف فارغة، رغم أن العديد من الشيوخ اتفقوا على أنه يحتوي على كنز!.
قال له:
-أعلم بذلك.
قال:
-قل لي كيف تلاعب هذا القرد بهم؟
قال له:
-اعلم أولا أن كل إنسان في هذا يختلف عن الآخر فلا يتساوى الجميع وكل منهم حسب الجن معه؛
فمنهم الصادق، أوالكذاب، أوالمنافق، أوالمخادع، ومنهم من يتلاعب بصاحبه، ومنهم من أتباع الشيطان. ولكن هناك شخص لديه طاقة نورانية، وهو الوحيد الذي يُدعى رُوحَانِيًّا، لا يستطيع الجن التلاعب به أو تضليله.، لذلك كثير من الجن الطيبين محاطون به، بسبب الهالة المضيئة من حوله.
فجأة استيقظ ورأى نورًا أمامه لثوانٍ قليلة!.

إنسان مع العالم الآخر(١٠) المقبرة بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
إنسان مع العالم الآخر(١٠)
المقبرة
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى