أدبي

وعلى طريق الوفاء سرنا

وقت النشر : 2022/06/08 12:45:23 AM

وعلى طريق الوفاء سرنا

بقلم: شيماء عبد المقصود

 

وعلى سبيل الوفاء، حكايات لا تبوح

بكلمات فهي أفصح من أن يفصح بها

اللسان، بل ويفوح منها رائحة نُكران

الذات، وبذل أقصى الإيثار لروحٍ أنت

فضلت تعاستك ووهن فؤادك لتضمن لها

سبيل سعادتها، لا تدري لعلَّ تلك الخطوة

المتأخرة أقرب ما يكون لمسافاتٍ كانت

ستُقطع بالطريق الخطأ، فنزع الله عنك

غشاوتها في الوقت الصحيح، فطوبى لمن

شطر روحه نصفين ليُعطى نظيره

الروحي صك سعادته الذي كُتب فيه آخر

ما بينهما، وسلامًا على من قبل قسمة تلك

الروح على اثنين.

 

وعلى طريق الوفاء سرنا، فأهدتنا نسائمه

أجمل وأروع العظات، فكيف لرجُلٍ يعيش

طيلة العمر مع زوجةٍ عاقر، أشاعَ على

نفسه أنهُ هو المريض، وبعد موتهما

يتضحُ لذويهما وأقاربهما العكس.

وكيف لزوجةٍ توفي زوجها وتركها رهينة

شبابها لأطفالٍ في عمرِ الزهور، فما لقت

غير عباءته تتوارى خلفها لتواجه قدرها،

فتركت لأولادها مصروفهم كل يوم

بعباءته المعلقة لحين يطلبونه فتقول لهم:

خذوا من جيب أبيكم تفانيًا بأن يظل

اسمه يتردد أمامهم.

 

وكيف لصديقين منذ الطفولة إلى أن

صارا رفقاء في كل دروب الحياة سويًا لا

يفرقهما إلا لحظات من بعض ساعات

اليوم، أحدهما توفي إثر حادث سيارة،

والثاني بحجرة العناية المُركزة من

يومها رفض الحياة بدون صديقه، وما

زال بين الحياة والموت إلى يومنا هذا.

 

ذات صلة

وإليكم بأصدق الأوفياء، وحافظ العهد

والوصال حتى بعد الموت، حبيبنا

المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحبه

المُعلن الصريخ أمام كل الناس، فَعَنْ

عائشَةَ رضي اللهُ عنْهَا قالتْ:ما غِرْتُ عَلَى

أحَدٍ مِنْ نِساءِ النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليهِ وَسَلِّمْ

ما غِرْتُ عَلَى خَديجَةَ ومَا رأيْتُها، وَلَكِنْ

كانَ النَّبيُّ صلىَ اللَّهُ عليْهِ وسَلَّمَ يُكْثُرِ

ذِكْرَها، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يبْعَثُها في

صَدائِق خديجةَرضي اللَّه عنْها. فَرُبَّما قُلْتُ

لهُ: كأَنَّهُ لَمْ يَكًنْ في الدُّنْيا امرَأَةٌ إِلاَّ

خَديجَةُ!! فَيَقُولُ:”إِنَّها كانتْ، وَكانَتْ،

وكانَ لي مِنْها وَلَدٌ “.رواه البخاري ومسلم.

 

 

 

وعلى طريق الوفاء سرنا
وعلى طريق الوفاء سرنا

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى