أدبي

مختارات

فن التحنيط

وقت النشر : 2022/10/25 05:46:14 PM

مختارات

فن التحنيط

بقلم: عزت أباظة

عند ذكر التحنيط يتبادر للذهن مومياوات الفراعنة لكن الأمر أوسع وأشمل من هذا:
علينا العلم أولا أن الديانات الإبراهيمية الثلاث ترى للميت حرمة بالغة ولا تجيز إلا دفنه مع اختلاف الطقوس
من المحرم بشكل قاطع تحنيط جسد الميت أو جزء منه
بالنظر إلى التحنيط نفسه فيجب التمييز بين نوعين من المومياوات عبر التاريخ :

النوع الأول هو تلك المومياوات التى حفظت بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان وكان سبب الحفظ هو تضافر عوامل منها :
غياب الأكسجين مثل مومياء ( تولوند ) فى الدنمارك والتى كانت مدفونة فى مستنقع بجوار منجم فحم والتي تعود لألفين سنة مضت ( انظر الصورة )
ومنها الجو الحار الجاف مثل مومياوات ( تاريم ) التى عثر عليها فى حوض تاريم بمقاطعة ( شينجيانغ ) الصينية لمجموعة من الأشخاص من العرق القوقازي وليسوا من الصين ويعود تاريخ تلك المومياوات إلى عام ١٨٠٠ قبل الميلاد ( انظر الصورة )
ومنها درجات الحرارة شديدة الانخفاض مثل مومياء ( أوتزي ) التى عثر عليها فى ألمانيا تحت الثلوج عام ١٩٩١ وتعود إلى ٥٤٠٠ سنة مضت.

أما النوع الثانى من التحنيط فهو ما يتم على الجثة بغرض حفظها لتدوم :
لم تلمع حضارة على وجه الارض فى التحنيط كما برعت الحضارة الفرعونية
وكان التحنيط فن يتوارثه الكهنة ويضنون بأسراره على عامة الشعب
لكن كتابات هيرودوت وما تلاها قامت بفك بعض ألغاز التحنيط
تتلخص فكرة التحنيط فى تجفيف الجثمان ونزع كل الرطوبة
يتم إخلاء البطن من كل الأحشاء الطرية ويتم تفتيت المخ بسيخ من الحديد واستخراجه من فتحة الأنف
توضع تلك الأحشاء فى أوعية من الفخار وتختم بالطين وتدفن مع الميت وتسمى ( الأوعية الكانوبية )
يتم بعد ذلك دفن الجثة فى ملح النطرون لمده ٤٠ يوما
يطرد الملح الماء من الأنسجة فيتم إخراج الجثة مثل قطعة من الخشب،
يتم بعدها ملئ البطن والدماغ بالراتنج والصمغ ودهن الجلد بالزيوت العطرية حتى يلين مجددا
فى الخطوة الأخيرة يتم لف الجثة بعشرات الشرائح من الكتان المغموس فى الراتنج فتصبح الجثة معزولة عن الهواء تماما
وفى العصور الوسطى وما تلاها راجت تجارة المومياوات وكان لها سوق واسع فى أوروبا وكان يتم سحق بعضها واستخدام مسحوقه فى العلاج
كان سوق المومياوات رائجا لدرجة وجود صورة صادمة لأحد المصريين المحدثين ١٨٧٥ يبيع مومياء على الرصيف ( انظر الصورة ).
فى أمريكا الجنوبية عرفوا التحنيط من آلاف السنين مثل الفراعنة، لكنه تحنيط بدائي وساذج إذا قارنته بتحنيط الفراعنة
كانو يسلخون جلد الميت ولحمه فلا يبقى غير الهيكل العظمي الذى يدعكونه بالرماد الساخن ثم يحشون هذا الهيكل بالأعشاب ويكسوه بالجلد والطين والأصباغ فيظهر فى النهاية بشكل بشع بعيد جدا عن صورة الميت الأصلية ( انظر الصورة ).

مختارات فن التحنيط بقلم: عزت أباظة
مختارات
فن التحنيط
بقلم: عزت أباظة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى