مقالات متنوعة

الإنسان والإيمان

وقت النشر : 2022/10/31 04:19:39 PM

الإنسان والإيمان

يكتبه: محمد شبكة

إذا كان هذا الجسم المادي محتاجًا إلى مأوى يأوي إليه؛ ليتلقى فيه أفاعيل الطبيعة المحيطة به. وغوائل الأعراض التي تكتنفه من سائر جهاته، فليست الإحساسات المعنوية والعواطف القلبية بأقل احتياجًا من ذلك الجسم لموئل تعتصم فيه مما يتجاذبها من عوامل الشعور الذي غرس فيها بحكم الفطرة الأصلية. ليس الإنسان كالحيوان يقتنع بما يسد حاجات جثمانه من مأكل ومشرب؛ ولا يبالى بعد ذلك بما يسوقه القدر إليه في غده أو بعد غده.

كلا، بل للإنسان مطالب روحانية لا يقل حنين إحساساته عليها وشغف ميوله بها عما يصيبه من فقد مطالبه المادية، بل ربما دق الشعور في بعض الكاملين من هذا النوع الإنساني فآثر الوصول إلى مشهيات روحه على كل مطلب جثماني، أيا كان نوعه، بل لا يخلو واحد منا من شعوره حينا من الأحيان، بحالة يود فيها لو ينل راحته الضميرية، ولو جرده ذلك من كل ما لديه من بهرجة الدنيا وزينتها.

أناشدك الله، أما ألم بك شعور ما في حين من أحيان حياتك بعثك للنظر في نفسك ومصيرها. وفي دنياك وأحوالها، وفيما يحيط بك من الكائنات على اختلاف أنواعها. فأوجد فيك إحساس سأم لم يكن فيك من قبل؟ إحساس أراك من قبل رأي العين أنه ليس لك في هذا الكون المحسوس موقف مقنع تقف عنده. ولا موئل تعتصم فيه من مهددات هذه الحياة قصيرة الأمد. إحساس أهاب بك عن الركون لمموهات هذه الأشياء الأرضية، وصاح بك لتفتق الحجب التي رانت على فؤادك فمنعته من الإشراف على حقيقة سر يخفق له أجزاؤه، وحقر لك هذا الملكوت الأرضي على كبر أبعاده. ومثل لك مخاوفه تمثيلًا دفعك إلى تلمس المخلص منه والمحيص عنه.

أما العلم لو لم يكن الله جلت حكمته رحم هذا النوع فجعل شواغله المادية مانعة من الاسترسال في هذا الشعور. لترك الناس عمارة الدنيا وخرجوا على وجوههم في القفار يجأرون إلى الله ويضربون صدورهم رهبًا من هذا الخطر. ورغبا في تلمس المخرج من هذه الغوائل الصعبة.

وإلى الملتقى لنكمل الحديث..

الإنسان والإيمان يكتبه: محمد شبكة
الإنسان والإيمان
يكتبه: محمد شبكة

زر الذهاب إلى الأعلى