مما لا شك فيه أن منصات التواصلالاجتماعي تشغل الكثير من الأهمية في عصرنا الحالي ولا غني عنها في العديد من أمور الحياة وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
سوف أخص بالذكر هنا إحدى هذه المنصات وهو (الفيس بوك) لمخترعه مارك زوكربيرغ.
مما لا شك أن الفيس بوك أصبح سلاحا ذو حدين حيث انه بالرغم من فوائده العديدة وأنه أصبح إحدى وسائل التجارة الإلكترونية. وسهل الاتصال بالأشخاص دون قيد للمكان أو الوقت وكذلك إمكانية الدراسة عن بُعد وغيرهم.
إلا أنه في ذات الوقت ظهر له العديد من الأثار السلبية حيث أصبح الفيس بوك أكبر مضيع للوقت في حياتنا. وأثر على العلاقات الاجتماعية والعائلية وأصبح الكثير يعيشون في عالم افتراضي بحت مما أدى إلى فتور الحميمية في هذه العلاقات كما أصبح الكثير يعيشون في حالة من العزلة والوحدة.
وأود أن أشير إلى أثر سلبي جديد قد لامسته بنفسي في العديد من الحالات التي تعاني من الفوبيا.
حيث تعرف الفوبيا على أنها رد فعل شديد مصحوب بخوف مفرط وغير منطقي.
وحتى وقتنا الحالي لم يتم حصر جميع أنواع الفوبيا ولايوجد حصر لجميع أسباب حدوثها.
ومن أمثلة حالات الفوبيا. فوبيا الحيوانات. المرتفعات. الأماكن المغلقة. الطيران. وكذلك فوبيا الأسنان.
ومن أشهر أسباب حدوث الفوبيا تعرض الإنسان لموقف في الماضي تم تخزينه في عقله الاواعي ويتم استرجاعه عند حدوث موقف مشابه. أو قد تكون أسباب وراثية.
وفي هذا المقال أود أن أشير إلى سبب نوع جديد وخطير من أنواع الفوبيا.
ألا وهو الاستخدام المبالغ للفيس بوك ومتابعه صفحاته بنهم شديد والتركيز على مدار اليوم وتلقى الكثير من أخبار الجرائم والحوادث. وقد أسميته (الفوبيا الفيسبوكية).
حيث قد وجد على سبيل المثال لا الحصر
أن البعض عنده فوبيا من السفر والاقتراب من الشاحنات العملاقة في الطريق وأصبح الكثير يرفضون السفر بشدة وعند اضطرارهم يحدث لهم رد فعل شديد من تسارع النبض وضيق التنفس وإحساس الدوخة والتوتر طوال الطريق. بالرغم إنهم في وقت سابق لم يكن يمثل لهم السفر أي مشكله ولم يعانوا سابقا من أي عرض.
ويرجع ذلك لمشاهدة حواث شبيهه بشكل متكرر والوقوف على تفاصيلها ورؤيه السيارات الناتجة من الحوادث.. وماحدث لركابها.
حيث أن العقل الاواعي لا يفرق بين الحقيقة والخيال حيث أن هذه المشاهد تخزن بداخله ويتم برمجتها عن طريق التوكيديات التي يراها بشكل َمتكرر وعند تعرض الشخص لموقف مشابه يتم استرجاع هذه المشاعر السلبية المخزنة وإيهام الشخص أن الأمر سيتكرر معه.
وكذلك فوبيا الخوف من الحرائق السكنية.. حيث أصبح البعض يمتنع عن تشغيل الأجهزة الكهربائية. والقيام بشراء طفايات الحريق للمنزل. بل أن البعض يضع خطة للإخلاء.
وغيرها الكثير.
ولتجنب حدوث هذه الفوبيا وتجنب مخاطرها يجب
_الاعتراف بوجود مشكله وتقبلها
_زيادة التواصل الفعلي في الحياة الواقعية مع العائلة والأصدقاء.
_كتابة قائمة بالسلبيات التي عادت عليك من استعمال الفيس بوك وقراءتها عند الشعور
بالرغبة للعودة مرة أخرى لنقطة البداية.
_ممارسه أنشطة رياضيه وتعلم هوايات جديدة.
_الخروج من الصفحات الخاصة بالحوادث.
_وضع خطه للاستثمار الوقت بشكل جيد والتقليل ََمن الجلوس في منصات التواصل الاجتماعي.
حيث أن الوقت والصحة َمن أكبر النعم التي سوف نسأل عنها يوم القيامة ويجب المحافظة عليهم بكل ما هو غالي ونفيث.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صل الله عليه وسلم.( نعمتان َمغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) رواه بخاري
