أدبي

مائتان وسبعون صباحًا

وقت النشر : 2023/03/01 08:52:58 PM

بقلم: أماني محمد عبدالسلام

لم تعلم يا صغيري ماذا حدث لي، ليتك رأيتني حين أصبحت كالكرة لا يظهر لي طولٌ من عرض..
وحين استيقظتُ مائتين وسبعين صباحًا أبتلع كبشةً من الأقراص، فتنفث معدتي النار كتنينٍ غاضب، فأربتُ عليها وأقول لها تحمَّلي.. إنه يستحق.

وحين أصبحَت قدماي ككيسَيْ رملٍ تصلحان ربما لمتدربي كمال الأجسام ولكنهما لا تصلحان للمشي ولا لارتداء الأحذية.

لم تعلم أنت بذلك وأنت تلهو في كوكبِك الصغيرِ بداخلي، تظنُ أنه فسيحٌ جدًا ولم تعلمْ أنه بأكمله بداخل أحشائي، تدفعُ رأسَك إلى طحالي مرة و تركلُ كبدي مرةً أخرى.. نعم نعم.. هو ذاك اللين الذي كان تحت قدمك وأحببت القفز عنه كالترامبولين.. كان يؤلمُني بالمناسبة!
مائتان وسبعون ليلة قضيتها ذهابا وإيابا إلى الحمام يا سيد! حسنا لا تنظرْ لي هكذا.. لقد سامحتك.

ليتك يا صغير رأيتَني وأنا أدعو الله أن تأتي إلى الدنيا سليما وأن تكون طيبًا وأن تكبرَ بصحةٍ وأن تحافظَ على صلاتِك وأن تتزوج بنتَ الحلالِ ونسيتُ أن أدعوَ اللهَ ألا أنزفَ أو أتشنجَ أو أموتَ في سبيلِ أولَ أنفاسِك.

ذات صلة

ستعلمُ أني أحبُّك حين تدرك أنني -كأنثى طبيعية وهذا معقدٌ جداً لتفهمَه الآن أو بعد أربعين سنة- تركتُ الثيابَ الجميلة وخلعتُ الحُليَّ التي انتفخت عنها أصابعي وجعلت أنظر للمرآة فلا أستطيعُ أن أرى وجهي بسببِ أنفي الذي تضخمَ من أجلِك وأصبحَ يحجُبُ مجالَ الرؤية.

كنتُ أعلمُ أن كلَّ هذا سيحدثُ لي ورغم ذلك أخذتُ قراري بأني أريدُك، ولعلَّ اللهَ -تعالى- يصلحُ كلَّ ذلك فيما بعد.

كانوا أطولَ مائتين وسبعين يوما انتظرتُها حتى أراك يا ورديَّ اللونِ، الضئيل جدًا، الكبيرِ جدًا في قلبي.

اقرأ أيضًا: رحلة الأحلام

                  من👈 هنا

زر الذهاب إلى الأعلى