قراءة نقدية في اسرار صناعة مقال رفيع “٨”

بقلم: مصطفى نصر

تحدثنا من قبل عن أن كاتب المقال وهو يضع قبعة المهندس المعماري في رأسه، يقوم بوضع هيكل ومخطط أولي للمقال يكون بمثابة خارطة طريق للمقال، فلنأخذ مثالا لذلك:

هب أنك داخل في مسابقة للمقال الصحفي، وقد كلفت بكتابة مقال صحفي حول: “كيف يمكننا حل مشكلة نقص المياه وتجنب حروبها مستقبلاً؟”
قبل الشروع في الكتابة سأحدد المحاور التي سوف أكتب فيها مقترحاً بعض الحلول، فأضع رؤوس أقلام حول هذه المحاور على النحو التالي:
– مقدمة حول أهمية المياه لحياة الكائنات الحية “وجعلنا من الماء كل شيء حي”
– زيادة سكان العالم والحوجة لمياه أكثر.
– هل تكون المياه سبباً للحروب مستقبلا؟
– أقترح حلولا مثل:
– تحلية مياه البحار السلبيات والإيجابيات.
– إجراءات عقابية لمنع استنزاف المياه الجوفية.
– إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بمعالجتها للزراعة.
– تجنب الري بالغمر في الزراعة واللجوء للتقنيات الحديثة والري بالتنقيط.
– حصاد مياه الأمطار بالسدود والخزانات الأرضية والبرك للحاجة الملحة.
حفظ موارد المياه بعيدا عن مخلفات البترول والتعدين بالزئبق والسيانيد.
– التوقف عن زراعة النباتات التي تستهلك المياه بشدة.
– التقليل من الملبوسات التي تستهلك المياه عند الغسيل.
– التنسيق مع المنظمات الدولية المهتمة بترشيد المياه وإدارتها بصورة علمية.
– تجنب الهدر في المنازل بالمواسير والحنفيات المعطوبة التي تهدر المياه، ومراقبة ما يتم استيراده من أنواع سريعة العطب، ومراقبتها من جهاز حماية المستهلك.
– تجنب غسل الأيدي تحت الحنفية بمياه كثيرة ووضع زجاجات لغسل الأيدي لتقلل من الهدر.
– التوعية المجتمعية بأهمية عدم هدر المياه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولو كنت على نهرٍ جارٍ”

أنت بهذه الطريقة جعلت موضوعك شاملا لطرح المشكلة ويجاورها الحلول المقترحة لحل المشكلة، وتكون بذلك تجنبت التكرار، اذ ستعالج كل فكرة في فقرة منفصلة، ولن تعود لها مرة أخرى، وتناولت كل الأفكار المتصلة بلب الموضوع والتي تدعم تسلسله المنطقي، ليكون أكثر إقناعاً للقارئ، وتكون بذلك مفيدا للناس بجدة الحلول التي تقترحها للقارئ، فيجد في مقالك أفكاراً ملهمةً ومفيدة.
ولنفترض أنك ستكتب مقالاً حول معالجة مشكلة الفقر، قبل الكتابة لابد من وضع المحاور الأساسية التي سيعالجها الموضوع، وعلى سبيل المثال:
– ما المقصود بالفقر؟
– طرق التخلص من الفقر.
– طريقة الاسلام في معالجة الفقر
– التزام الدولة بمشاريع إزالة الفقر، بالدعم الأسري ومشاريع التمويل الأصغر.. إلى آخره.
– تحديث بيانات الفقراء وأماكن إقامتهم، فأكثر الدول تتعامل مع بيانات غير محدثة وغير دقيقة للفقراء.
– الاعتماد على المشاريع الإنتاجية التي تنهض بالأسرة بدلاً من المنح المالية.
– فتح باب التبرعات لحل المشكلة وتحديد صندوق للفقر تقدم الدولة والأفراد مساهماتهم فيه.
– إنشاء أماكن لجمع التبرعات العينية، مواد غذائية، أحذية، وملبوسات.
– عناية الدولة بالزكاة والصدقات وتوظيفها لمعالجة الفقر.
– أي أفكار أخرى حول الموضوع من تجارب الدول المختلفة لمعالجة مشكلة الفقر.
وبهذه الطريقة نكون قد وضعنا خارطة طريق تنظم سير مقالنا ومحاوره الهامة.
نواصل…