لديك كل الحق

لديك كل الحق

كلمات: أسامة صبحي ناشي

تقريبا.. أنت على حق

كم فهمتك بشكل ساذج!

كم فرط في الشفافية والصدق!

كم افترضت فيك نصف آخر!

ونسيت أنك من نفس الفصيلة والعرق

كم كنت أحمق ومضلل!

أن أرى الحياة بأكملها شق وأنت شق

فكنت أكذب ما تراه عيني

وأقول أنت الصواب.. أنت المحق

وكنت أنسى ما فعلته الأيام بي

حين فقط تنطق إسمي

حين تحن علي وترق

لكنك لست الملام ولا المذنب

لكنني من يعاتب فيك.. فأنا من يستحق

تقديري لك.. عرفت منك الصلابة

وكيف للمرء أن ينهض ويقوم

ولو كان به ألف جرح وإصابة

فما يحكمنا إلا دستور متوحش

تماما مثل قانون الغابة

من يبدو بريء وضعيف

فلا ينتظر على ذلك إلا عقابا

فالبقاء ليس للبكاء والدموع

لكنة لمن يقتل ويفترس بحثا

عن قوته وبقائه وطعامه وشرابه

لكنني أتعجب.. من تكون

كيف أتقنت التوازن عمرا

كيف يشتمل الفزع داخل كيان

علي الصراخ وكذلك السكون

كيف يعلو ثمن وتسمو قيمة

ثم تعود فتتدنى وتسقط وتهون

كيف تتلونين فتغمرين العالم بعشق

ثم تلتفين فيصبح عالم ملعون

أصابني الغثيان من ألغازك

وكم اعتري ذهني الهذيان والجنون

سبحان الخلاق في إبداعه

فلله في خلقه حكم وشؤون

كتبت فيك مئات القصائد والأبيات

مدحتك وهجوتك تقريبا بكل اللغات

ولم أستحِ.. وقد عرضت قضيتي

على كل الدوائر وفي كل الجهات

ولم أصل إلى أي نتيجة أو منتهى

ربما كان وصفي يفتقر

للأدلة والبراهين والحيثيات

فالعنوان واحد ومكرر

وهناك تطابق في الأقوال والروايات

لا تحاولين إخضاعي.. فلم أعد أحب وأتعلق

فلقد هرم النمر.. ولا يعلو الجبال الآن ولا يتسلق

ولم تعد ثمة مخالب تملأ كفيه

ولا في قلبه أمل.. كي يتجسد ويتحقق

هذا وقد ندم على أيام.. رغم هيبته وشراسته

قضاها لأجلك.. يمثل ويداهن ويتملق

لا أبرر ثورتي ولا أبدي الاعتراض

فما سددت ديوني.. كي أعيد الاقتراض

وكأنني سابح في أحلام من زيف وتشوه

أحيا في كون يشبه الخيال والافتراض

لا حب فيه ولا صدق موجود

فقط مصالح وأهداف وأغراض

أسمع ضحكاتك من بعيد

وعساه يكون لي درس مفيد

فمن أخطأ مرارا

فلا يجدر به أن يخطئ من جديد

فلا بائس فيما مضي

وإن كان الوقت قاس وشديد

فالله هو من أوجد وعزز وخلق

وله أسلمت مظلمتي

سبحانه هو من يبدئ ويعيد