
مذكرات كاتب
بقلم: كريمة عوض
عاد شيئًا فشيئًا من النوم إلى وعيه إثر يدٍ تُربت على كتفه الأيمن بهدوء، فتح عينيه وحين دخوله مرحلة الإدراك انتفض مفزوعًا فهو يقطن البيت وحده، زوجته وأولاده لدى ذويها في زيارة.
حين اتضحت الرؤية فإذ بشخصٍ يقف بجانبه.
_من أنت، وكيف دخلت إلى هنا؟
_أنا من قومٍ تكالبتَ عليهم بطريقةِ وصفك لهم في تلك الوريقات، إن كنت تصِفُنا بأشياء فينا فلا ضرر، أما أن تنعتنا بأوصافٍ خاطئة فهذا ما لا نصمتُ عنه، وأنا مُرسلٌ منهم إليك.
حرك صديقنا “قيس” رأسه يمينًا وشَمَالًا عساه حلم ينفِضُه عن رأسه، لكن ما إن توقف حتى رأى الزائر وقد جلس بجانبه على السرير ليؤكد له مايراه.
تصبب العرق على جبينه وبدأ يشعر بجسمه يشتعل، ترتفع حرارته.
_لا تخف لن أُسبب لك الأذى، جئت فقط لتوضيح الأمر، كل شىء تغير، تطور وأنت وكل الكُتاب محصورين في تلك الفكرة، لاتغادروها، فأما أن تتحدثوا عنا كما نحن بعد أن تطورنا أو تحتوي قصصكم شيئًا آخر وهذا التحذير الأول والأخير.
بعد تلك الكلمات أيقن “قيس” الشخصية التي تُخاطبه من خلال النوع الذي يتخذه مسارًا لما يكتبه:
_ أأنت منهم أم هذا حلم؟
_مرحبًا، ها قد وصلت، إذن إلزم حدك ولا تجعلنا نعود للماضي الأسود الذي ألصقتموه بنا.
_ وكيف هكذا تتكلم معي بشكل طبيعي ولم تؤذني وأنت….وأنت….
_ من “الأحياء الأموات” كما تُطلِقون علينا، أخرجوا من تلك الفكرة التي تملأ عقولكم، هل كل ما تنتظره مني هو تلك “العَضّةِ” ، يا لك من قديمٍ يارجل، لم يعُد ذلك يفعل شيئًا، وسأثبت لك.
اقترب منه فانتفض “قيس” مبتعدًا خاطبه: لاتخف، لن يحدث لك شىء.
أمسك بذراعه وقبض بأسنانه على جزء منها، صرخ صديقنا فتركه قائلًا:
_أترى لم يحدث لك شىء، لم تتحول.
أمعن” قيس” النظر إليه في خوف ثم نظر لمكان أسنانه على ذراعه وهدأ قليلًا:
_هل أنتم موجودين حقًا؟
_نعم وبكثرة حولكم.. وبينكم.
_وكيف تنتقل العدوى منكم إن لم تكن بهذه الطريقة؟
_بالفِكر، تنتقل عدوانا بالأفكار فقط، عن طريق هذا العقل الذي يحتويه رأسُك، وإن ظللت مستمرًا على تصويرنا بتلك الطريقة التقليدية ستصبح دون أن تشعر واحدًا منا، وقد أعذر من أنذر.
_هل تغيرت طريقتكم لهذه الدرجة؟
_ نعم، لكن لازلتَ وغيرك لاتفهمون.
أنهى كلماته تلك ووقف:
_سأذهب الأن، لا تنسى ما حذرتك منه.
_هل لي بسؤالٍ أخير، أمتأكد أن العدوى منكم لم تعُد تنتقل بالعض.
_نعم وسأُريك من جديد.
اقترب من ذراعه الأخرى وغرز أسنانه هذه المرة بشدة حتى خرجت الدماء مُتدفقة، ارتعب “قيس” عند رؤية الدماء وأخذ يُصارعه صارخًا، يقوم بشد يده من بين أسنانه حتى بدأ لحم ذراعه يبتعد عن بعضه ويتمزق، لكن لاجدوى..
يُصارع حتى أنهكه التعب ولم يستطع إخراج يده من بين تلك الأسنان الحادة حتى استفاق ليجد ذراعه بين أسنان زوجته، التى و لابد أنها أكملت فيلم ” الزومبي” الذي كانا يشاهدانه معًا قبل نومه.