ضاجعني على فراشي بعنفٍ شديد، كادَ يقتلني وهو يلفّ ذراعَهُ بقوةٍ كثُعبانٍ يلتفّ حول فريسته؛ لينشرَ سُمَّهُ في عروقي وأغوار جسدي.
أما أنا فلم أكن إلَّا طفلةً صغيرةً وحيدة في السابعة من عمري، كُنتُ أنامُ على سريري والبردُ يكادُ يقتلني في ليلةٍ ممطرةٍ حالكٍ سوادها.
رائحة الخمر تفوح من فيه، تكاد تخنقني حركاتُهُ الحيوانية الشرسة؛ كانت ترعبني، جعلتني كجسدٍ مُخَدَّرٍ بلا حراك، في حالةٍ من الذهول لم أعهدها في نفسي، استمرت لساعاتٍ مرت عليَّ، وكأنَّها العُمرُ بأكمله.
خرجت أمي بعد أن أغلقت بابَ الغرفةِ علينا، وتركتني وحدي معه، لا أنسى تلك الليلةِ السوداء التي انطبعت تفاصيلها في ذاكرتي، ومازالت حتى يومنا هذا.
مسحَت على رأسي بيدها وقالت لي؛ في صوتٍ متحشرج:
–خالك سيقضي ليلته معك الليلة!!!
تكرَّرت مشاهدُ هذه الليلةُ المؤلمةُ كلَّما كانت أمي في حاجة لمشترياتها، فكان يأتي مسرعًا ليُلبِّي طلبات أخته، ويُلقي بسمومه في جسدي. وفي كلِّ مرةٍ يمرُ علينا كنت أخرج من غرفتي وأنا أشعرُ بأنَّني قذرةٌ من داخلي؛ شعورٌ لا يمحوه حمامُ الماءِ الساخن!
تعوَّد سريري على شراسة الثعلب وسُمِّ الثُعبان، حتى تلك الليلةِ التي خرجتُ فيها من تحت مخالبه، وتوجَّهتُ إلى بابِ الغرفةِ لأرى أمي ثملةً طريحةَ الفراشِ، دون أن أفكر وبتلقائيةٍ غريبة، وجدتني أخرجُ من بابِ البيتِ بلا عودة.
