أدبي

الصندوق

الرجل العجوز

وقت النشر : 2022/08/13 01:45:07 PM

الصندوق

بقلم عبدالحميد أحمد حمودة

مرت الأيام. وذات ليلة وعندما حان وقت النوم، كانت روحه على وشك الخروج منه. كان مرعوبًا وهو يحاول التنفس. وعندما بدأ يتعافى وجد قدميه تخترقان الأرض وبدأ جسده بالنزول داخلها حتى وقف على أرض أخرى والظلام يحيط بالمكان ويرى أمامه صندوق من ذهب له بريق.

نظر حوله ولم يجد أحدًا. ولم ير سوى الصندوق الذي أمامه، وبدأ يقول:

– لن يخرجني من هنا إلا إذا قرأت شيئًا من القرآن. ثم بدأ في القراءة حتى بدأ جسده يرتفع ويخترق الأرض مرة أخرى إلى أعلى حتى عاد مرة أخرى إلى مكانه فوق الأرض.

جلس مندهشا مما حدث مع عدم القدرة على التفكير. ما حدث كان مفاجأة له لم يكن يتوقعها.

وفجأة ظهرت الأميرة لؤلؤة قادمة إليه من داخل المنزل. مجسدة أمامه كإنسان.

قالت:

-لماذا لم تأخذه؟ إنه لك.

نظر إليها بدهشة دون أن يتكلم، قالت:

-أعلم أنك فوجئت بما حدث، لكن الفرص لا تأتي كثيرًا ويجب أن تغتنمها ولا تتردد.

قال:

-نعم، لقد فوجئت بما حدث، لكني أريد أن أعرف كيف اخترقت الأرض.

قالت:

-طاقتك الروحانية تزداد يوما بعد يوم.

قال:

-كيف هذا؟!

قالت:

ستعرف كل شيء في الوقت المناسب.

قال:

-هل كان بإمكاني أن أخرج به من باطن الأرض؟

قالت:

-نعم إن كنت أمسكته.

قال:

-أنا لم أفكر أن آخذه. لقد شغلني ما كنت فيه. ولكن أنتِ الآن تتجسدين كإنسان. أعلم أن القليل منكم يمكنهم فعل ذلك ويكون خائفا من التعرض للأذى وهو في هذه الصورة.

قالت:

-نعم صحيح، لكنني لست خائفة وأنا معك، ولم أظهر قبل لأحد بهذه الصورة.

قال:

-أخبريني عنهم..هل تعرفين من أقصد؟

قالت:

-نعم بالنسبة لمن كانوا معك.

قال:

نعم ذلك ما أقصده.

قالت:

-لا تقلق بشأنهم، ستعرف كل شيء.

قال:

-لا أقلق بشأن أي شيء، ولكن أشعر دائمًا بالقوة بداخلي لدرجة أنني لا أخاف أَيًّا منهم.

ابتسمت وقالت:

-أنت الآن على الطريق الصحيح.

قال:

-أرى أنك لا تكذبين وتحاولين دائمًا أن تُضيئي طريقي. ومع ذلك أعلم جيدًا أنك لست جيدة وأشعر أنك ساحرة أيضًا.

قالت:

-نعم، أنت على حق، وأكثر من ذلك، لكنني أحبك حقًا. ولا أريد شيئًا سوى الأفضل لك.

قال:

-أين هم الآن، أشعر أنهم قريبون من هنا.

قالت:

-نعم، إنهم يتابعونك عن كثب.

الرجل العجوز

قال:

-أخبرك بشيء شعرت به حيال الرجل العجوز أنه والدهم وليس جدهم.

ابتسمت وقالت:

-نعم، أنت على حق.

حاولت الاقتراب منه، لكنها ارتجفت فجأة بشدة ثم اختفت من أمامه ولم يرها.

ظهر الأمير والأميرة أمامه، فقال الأمير:

-ألم أخبرك من قبل أنها تريد أن تؤذيك؟

نظر إليه بابتسامة وقال:

-اتركك من هذا الأمر، فمن يريد أن يؤذيني يقترب مني.

نظر إليه الأمير في دهشة ولم يتفوه بكلمة

قال:

-ألم أخبرك من قبل أنني لا أريد رؤيتك مرة أخرى؟

قال الأمير:

-نحن نحبك كثيرا ولا نريد الابتعاد عنك

قال:

-سنرى ما فائدتك، ومع ذلك يجب أن تعرف جيدًا أن أي خطأ منك سيؤدي إلى تدميرك.

فنظر إليه الأمير في ذهول وقال له:

-كيف هذا؟!

قال:

-ستعرف بعد، أتمنى ألا تكذب أبدًا.

قال الأمير:

-نعم، سأفعل هذا.

قال:

-نبدأ غدا إن شاء الله صباحا أول عملنا معا. سنرى ما إذا كانت كلماتك صحيحة، هل أنت مستعد؟

قال الأمير:

-نعم، لكنك لست مُسْتَعِدًّا لأي شيء

ابتسم وقال:

-هذا ما كنت أعرفه، لكنني أردت سماعه

فتعجب الأمير وقال له:

-أنا لا أفهم شيئا

قال:

-أعلم. لأنك تتظاهر بكونك ذَكيًّا. ولا تعرف أنني أعرف أكثر منك، اذهب إلى جدك كما قلت، وارجع إلي وأخبرني بما وجدته.

بعد دقائق عاد الأمير غاضبًا وقال له:

-كيف فعلت ذلك!

قال:

-ماذا فعلت! وماذا وجدت؟

بدا الأمير غاضبًا ولم ينطق بكلمة

قال:

-أقول لكم ما وجدته. وجدته غير قادر على مغادرة قصره. وأنتم أيضًا ستعودون الآن إلى قصركم دون الخروج مرة أخرى. ولكن الآن أعلم أنني مستعد لفعل ما أريد.

أنا صبور معك منذ فترة طويلة. ولكن عليك الآن قضاء الوقت، وهو عقاب لك. وبعد ذلك يمكنك العودة، ملتزمًا بما أقوله لك.

والآن عليك أن تغادر وسأراك بعد قضاء العقوبة التي عليك تنفيذها.

اختفيا من أمامه ولم يرهما.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى