أدبيمقالات متنوعة

تخاريف شتوية

وقت النشر : 2023/10/16 04:50:37 PM

تخاريف شتوية

بقلم: هبة محمد زغلول

من لا يعرفه .. يظنه أكثر الناس ابتهاجًا .. بين الحين والآخر يدَّعي الشجن ليتصنَّع الوقار
ومن يعرفهُ .. يعلم أنَّهُ بائسًا جريحًا .. يرتدي قناع الابتسمامة ليخفي آلامه ومحاولًا على أحزانه الانتصار

من يعرفه ومن لا يعرفه .. لم يدركوا أنَّهُ شبيهًا لهم .. مجرد إنسان .. يتشبث بجدار الأمل محاولًا إرغام قدراته الهزيلة على الصمود والاستمرار بالصعود .. حتى إذا ما وصل .. وجد نفسه مُطلًّا على أطلالِ مدينة محطمة وقد غمرها طوفان الاستسلام
لا يسقط في الطوفان .. يسعى محاولًا إنقاذ أي أنفاس تأبى الاستسلام .. يستمد قوته من ابتسامات الآخرين وبتلقى بريق الأمل في عيون المناضلين .. وعندما تشرق شمس المدينة .. تشرق نفسه فرحًا حتى يجد جدار آمال آخر.. فبصمود أقوىٰ يصعده وهو لا يعلم ما يقع خلفه .. ولا ما ينتظره من انتصارات أو إخفاقات ..

وإلى متى سيتابع صعوده.. وأين ستكون مدينته الأخيرة حيث بعدها لا صعود ولا انحدار هو فقط بمزيج الشوق والرهبة ينتظر رحيلًا بعيدًا .. يبقى بعدها في كل المدائن آثارًا له ..فمدينةٌ تحكي عن بائس يَدَّعي البهجة وأخرى مبتهج يتصنع الشجن ليدَّعي الوقار..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى