أدبيمقالات متنوعة

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2023/12/23 06:31:50 PM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

سألني القمر:
– تحبينه؟!
ولكنه لا يشبهك.. لا شئ مشترك بينكم.. عالمان لا يتجاوران.. لا يلتقيان أبدًا.. وجودهما سويًا لبعضهما فناء
كالنار التي تهلك الثلج.. والماء الذي يُذهِب اللهيب.

– بل هو يكملني.. يتمم نواقصي.. يسرق النسمات ويغرسها براحتيه في صدري.. فأشهق صارخةً معلنةً حبه.. أتنفسه وأعيش به.. وله..
أحببته وكأنه أغلى معجزة جادَ بها عليّ زماني.. أحتويه وأخاف عليه كأم نسجت وليدها من خيوطِ قلبها ودثرته بحبها الصادق له..
أحببته كل يومٍ أكثر من سابقه فيزداد مع القدمِ قدره ومقداره.. وكأنه حلمي الذي طال انتظاره وأصبح بتمثله أمامي حقيقة لا شك فيها..
أتشبث به كآخر أمل لي في نيل السعادة.. كآخر خيوط النهار التي يلتقمها الليل بشفتيه ناقمًا فيسعد ويرضى.. وأسعد أنا بما منحه ذلك النهار لي..
يتسع عالمي به وله.. كآخر موجات البحر امتدادًا قبل انحساره القسري فيذهب بعيدًا وأظل أنا هائمة في شوق انتظاره..
أتى فكان فارسي الذي انتشلني من وحدتي مادًا ذراعيه نحوي وحواني بينهما صارخًا بانتصار ونشوة أنني أصبحت أخيرًا…. له..
أحببته واحتلني فصار يلازمني أينما كنت كان وحلّ…
يسير حبه ببطءٍ واثقٍ في شراييني.. فينعشني ويحييني متى ما أماتني الحنين..
لا أسباب لأُسأَل عنها في حبه ولا شروط.. ولكن كل ما أعلمه أنني.. أحبه كما لم أعرف معنى للحب من قبل.

حلم زهور
جارة القمر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى