أدبيمقالات متنوعة

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2023/12/31 04:14:31 PM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

لمَ يأتي الصبح إذا لم تشرق شمسك حول كوني؟
وفيمَ تكون الحياة حياة لو لم تكن أنت فيها؟
تمنيت معك لو كان للحب ديانة حتى أعتنقه بكل إيمانٍ…

عبوس غضوب حليم حنون
وفيك ومنك كثير الشيم
فمهما يقولون عنها عيوبا
أراها وربي بكل النعم
فتبـــــــًا لكل الصفات
وكل المعاني
إذا ما ارتضيت لقلبي الألم…

ليت للاحتياج رقبة.. لالتقمتها بسيفي فأمحيه وأفنيها
ليت البوح عدوًا حتى أتعلم أن أجتنبه
ولكنه بلا هوية
ألجأ إليه لجوء الوليد لحنان أمه فيلتقطني
فإذا ما أمنت طرفه وهدهدت قلبي إليه آمنة
ينقلب مستهزئًا بآهات حاجتي وكلمات شوقي ويجلدني بسياط سخريته من براءتي
فيحيل دفء عفويتي لبرد يطول أمده
وتعجز حروف أبجديتي حينها عن إيجاد الرد
فأقع في دوامات صدمة وحيرة لا تنتهي
فلا يعود الندم على هوان النفس يجدي نفعًا
وتبقى مرارة الحلق كالعلقم لا ينمحي أثرها
ويغص القلب صامتًا مختنقًا بعجزه

كيف يكون الشعور إذا ما رُد الاحتياج بالصد؟
كيف يصير الحال إذا ما قوبل الدلال الخجول بالردع؟
كيف لا توأد العفوية والبراءة وقد اغتالتها يد الكبر؟
كيف السبيل إلى الراحة من بعد قسوة الكبت؟
لا الشمس أنتم
ولا الحياة إلا بكم
ولا الأنفاس طيبكم
ولا القلب لكم
ولا القمر ونيسكم
ولا أنا… منكم
اقتصصتم حتى اكتفيتم
ونلتم منا ما لم ننله منكم
وما طالبناكم إلا بالود والوصل
بسطنا أكف الاطمئنان
فاستكثرتم علينا عبث العشم
وطفولية الروح
أنتم على حق… دومًا على حق
وأما نحن..
فكما قلتم وأفاض به عنا قلبكم

لا تبالوا بنا بعد الآن
ولا أوجِع لكم قلبٌ أبدا…
وبسم الله على قلبي حتى يهدأ
وحتى يطمئن ويشفى….
وبكل خير… دمتم

زر الذهاب إلى الأعلى