أدبي

بقلم رصاص

وقت النشر : 2024/08/30 05:01:56 PM

بقلم رصاص

تكتبه: مروة حمدي

إلى كل من يمتلك سعةً من الوقت، أدعوك لقراءة خاطرة المساء، أتمنى لك قراءة واعية..

بعد يوم طويل من معاناة الحياة، قررت الخروج معك يا صديقتي، وكعادتنا بدون ميعاد التقينا، جئت إليك محملة بحلو الحياة وصبرها، تخيلت حجم الثرثرة التي ستدار بيننا وصوت الضحكات وهي تتراقص عاليًا في الهواء العليل.

أشتاق لسماع يومياتك، فلم أرك منذ فجر البارحة وفجأة شعرت وكأن جدارًا ثلجيًا بيني وبينك لم أعرفك حقًا، ونظرت إليك في مرآتي ونظرتي إليّ وتساءلت هل أثر غيابك في إلى أن أصبحت لا أشبهك ولا تشبيهيني شكلًا أو مضمونًا.

تساءلت كثيرًا!

من الذي تغير أنا أم أنت؟ يا إلهي هل افتقدتك كثيرًا حتى اختلط عليّ الأمر؟

هل كنا حقًا أصدقاء أم كنا مجرد رفقاء درب واحد.

صدقًا افتقدتك حين رأيتك ولم أر نفسي فيك، حين رأيتني ولم أعد أبصرك .

ما أصعب تلك الحياة في تغيراتها!

وهنا تذكرت جدتي رحمها الله حين قالت لي: ما لم تعي الدرس سيتكرر حتمًا بتغير الأسماء والوجوه، فما نحن سوى جسد ثلاثي الأبعاد في الواقع المادي، إضافة إلى أننا أرواحًا تسمو في بعد كوني وترددات صوتية في بعد زمكاني.

حكاية تصورها عقلي في غمضة عين تُرى أكانت حقيقة أم خيال!

وهل هي حقًا صديقتي أم صوتي الداخلي الرافض لكل ما يحدث حولنا من أنانية ومادية لا أعرف إلى متى ستستمر؟

أم هو طفلي الداخلي في مرحلة التشافي يصحح مساري؟

كيف لي أن أسرع بكل ما أوتيت من قوة كي أرسم ابتسامة على وجة طفل يبكي مهما كلفني ذلك من طاقة وجهد؟

كيف لي حقًا أن أرى أطفال العالم أجمع في وجهه؟ ولماذا يعتصر قلبي هكذا؟

هل أتألم لآلمهم فأخوض معهم تجربتهم، أم أتوهم عبثًا أن إنسانيتي تبقى أولًا!

حقًا لا أعرف!

 وكيف لي بكل تلك القوة أن أقف عاجزة عن مساندة أطفال أقل حق لهم أن يبقوا على قيد الحياة!

وكيف لي؟ وكيف لي؟ ولي ولي أهو صوتي أم صوت صفير البلبل!

الحرية حق والطفولة حق، والأمانة تقتضي رد الحقوق لأصحابها!

حينها سنسمع صوت العصافير ونرى الجنان على الأرض وستجري الأنهار وسنمشي على الضفاف تحت ضوء القمر و…

لعلك فهمت الآن مقصدي، فسلام على نفس باتت تبكي على غيرها وفي حقيقة الأمر ترثي نفسها.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى