أدبيمقالات متنوعة

فصول مُشَتَّتَة بقلم: نهاد كرارة

وقت النشر : 2024/09/03 08:10:29 PM

فصول مُشَتَّتَة

بقلم: نهاد كرارة

مِن عجائبِ الخيالِ والحب أنَّكَ تستطيعُ تذوُّقَ أشياءٍ لا تؤكَلُ وشمَّ أشياءٍ لا تمتلك رائحة، وقد ترى انعكاساتٍ لألوانٍ جميلةٍ في لوحةٍ أبيضَ وأسود، هكذا ستشْعُرُ ببعضِ الابتساماتِ وهيَ تحملُ مذاقًا جميلًا، كما يحدُثُ لي كُلَّما رأيتُ ابتسامَتَك، فهيَ تمنَحُني شعورًا بتذوُّقِ طعمِ التوتِ الممزوجِ بالفراولةِ واليُوسُفِيِّ وقليلٍ منَ المانجو المُثَلَّجة، وتجعلُني أشتَمُّ رائحةَ خشبِ الصندلِ الممزوجِ بزهرةِ البنفسَجِ وقطراتِ الليمون.
كلها كتناقُضاتِكَ اللذيذة، بينَ الحُلْوِ واللاذِع، تَنْقُلُكَ بينَ المواضيعِ من النقيضِ إلى النقيض، وحبكَ الشهيُّ كثمرةِ المانجو الأخيرة، رنينُ حروفِ اسْمِكَ يمنَحُني انتعاشةً غريبة، كأنني استحمَمْتُ بشلالٍ منَ الصودا المُنَعْنَعَة. أما خُطُواتُكَ فلها عبيرُ الوردِ الجوريِّ كأنها على خُطُواتِكَ تنبُت، فتترُكُ الأثرَ خلفَكَ بهجةً وعِطرًا، وتُلوِّنُ الجوَّ منْ حولِنا بالورديّ.

كلُّ ما فيكَ غريب، وكلُّ ما هوَ غريبٌ فيكَ أُحِبُّه، كما كلُّ تلكَ العَلاقاتِ المتشابِكَةِ الممزوجةِ بالعسلِ بيننا، أُحِبُّها.
حُلْوٌ وحامِض، مُسَكَّرٌ ومالِح، شيءٌ وضِدُّه، إنهُ كأنتَ وأنا، فثمرةُ المانجو حينما تُعانقُ ثمرةَ اليُوسُفِيِّ كانتْ في الأصلِ نحن..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى