بين سجين القلم وصريخ المداد
بقلم: صفاء كروش
– متى ستطلق سراحي؟ قيدك أدمى مدادي، وصار صريري نحيبا
– أرغبت عني وتريد الفكاك؟
– نعم، سئمت الانتظار، دائما ما تطرح علي أسئلة لا نهاية لها، ولا إجابة لها عندي
– ولكنك رفيقي في أفراحي وأحزاني بين سجين القلم وصريخ المداد
– لا، أنت كاذب، أين هذة الأفراح؟ دائما ما تبثني شكواك، آلالامك، همومك وأتراحك.
– وما ذنبي إذا كانت الأتراح أكثر، والأفراح قلما ما تمر علينا؟ أنت لي كل ما تبقى، الكل تخلى عني وخذلني، أتخذلني أنت أيضا؟!
ليس لي غيرك الآن، أبثه مكنوناتي، لمن أتحدث، بمن أمسك وتتعلق يداي، ويعانق فكري وروحي؟
– ابحث عن رفيق غيرى
– وهل بعد ما ولى العمر أجد رفيق درب من جديد؟! لا تتركني أرجوك، قد أضل الطريق
– بل ابحث وتعلم من الحياة من جديد، من قال إن العمر ولى؟ ما زال قلبك ينبض.
– لكن العالم بالخارج مخادع، شرير، لا أثق بهم من كثرة خذلانهم لي بين سجين القلم وصريخ المداد
– ولم تحجر بخبراتك السابقة على الخبرات الآتية؟! ألا تعلم أن اليوم الجديد أمل جديد
– خائف أن أتخبط وأن أخدع من جديد، لم يعد هناك مكان لندوب جديدة وآلام جديدة،
عقلي مليء بالأفكار القديمة التى لا مكان لها فى هذا العالم، وقلبي أصبح فارغا صدئا
لا يهفو للحياة، ولا يرى فيها شيئا بهيجا، لا مكان
لي فيها
– لابد أن أتركك، هذا هو دواؤك
– بل أنت تقتلني، أرجوك لا تفعل
– أنت بالفعل قتيل؛ إذا لم تندمج في الحياة لفظتك وأتت على الأخضر واليابس بمهجتك
كحالك الآن، ثم أنه قد جف المداد في عروقي
– وما العمل؟
– كما قلت لك، ابحث عن رفيق
– سأفعل، ولكن بشرط وحيد
– ما هو؟
_ لا تتخلَّ عني، فأنت رفيقي الحنون
– سأرافقك، فأنا لا أستطيع التخلي عنك مثلك تماما؛ لكن على أن تبدأ من جديد بفكر جديد
– بفكر جديد
بين سجين القلم وصريخ المداد