أدبي

احكي يا شهر زاد

الجزء الأول

وقت النشر : 2021/12/17 02:20:13 PM

احكي يا شهر زاد

بقلم: أميرة علي

بلغَني أيها الجمعُ السعيد
ذو الرأي الرشيد
أن هناك في قممِ جبالِ الخيال
أميرةٌ غايةٌ في الجمال
شعرُها سلاسلٌ ذهبية
ذاتُ عيونٌ عسلية
أهدابُها سهامٌ قاتلة
وابتسامتُها ساحرة
أنفُها شامخٌ للعيان
وثغرُها خاتمُ سليمان
بجانبِهِ خال
يخطفُ الأبصار والأذهان
عطرُها مُسكر
وقدُّها ميال
حكمَ عليها زمانُها
أن تنتظرَ مليكها
وحيدةً دون رفيقٍ مؤنسٍ لأيامها
وهناك في سفحِ الجبال
نجدُ شابا فتيا متميزا بين الرجال
ذا طلةٍ خاطفة
وهيبةٍ جارفة
لكنها هيئة زائفة
لا تظهر لأي كائن ما كان
فهو يجيدُ بثَّ الزيف
والعبثَ بالبنان
ترصدُه عجوزٌ ماكرة
ذاتُ نظرةٌ ثاقبة
وبالحياةِ والبشرِ محنكة
تلمستْ حقيقتَه الكامنة
وراء الأقنعة المتلونة
فأرادتْ العبثَ بمكنوناتِه
بإثارةِ الطمعِ بخلجاتِه
للتخلصِ من أثرِه
وتلقينِه درسَ حياته
فروتْ أمام الجمعِ الغفير
أسطورةَ الكنزِ الوفير
وللوصولِ إليِهِ
على المرءِ أن يسافرَ سفرا طويل
إلى أعالي الجبالِ المقفرة
ولكي يظفر به المغامر
عليه إيقاع الأميرة بالعشقِ الآسر
وإصابة قلبها بالسهمِ القاتل
فلمعتْ عينا فتانا الوسيم
بالشغفِ والطمعِ ليكون الفائز الوحيد
بهذا الكنزِ الفريد
فحسمَ أمره في الحال
وقامَ بشدِّ الترحال
وهدفهُ إصابة قلب الأميرة لا محال
حتى يظفرَ بالكنز
قبل أي جن أو إنس

وإلى هنا أدركني الصباح
ولا بد لي من السكوتِ عن الكلامِ المباح
والغد موعدنا
فلقد أذن الديك وصاح..

ذات صلة

ها قد أتيتُ في موعدِي أعزائي
ومعي ما يقتلُ فضولَ أحبائي
بنصلِ باقي أحداثِ الرواية
وما تؤول إليهِ النهاية
ودون إطالةِ الحديث
نستهلُّ الكلام بالصلاةِ على الحبيب
أشرف الخلق وخاتم المرسلين
قد توقفنا سابقا
عند عزم فتانا على الرحيل
وشحذ همته للفوزِ دون بديل
أصدقكم القولَ أحبائي
أن هذه الرحلةَ جعلتهُ من الأمرينِ يُعاني
ما بين تقلباتِ الأجواء
حار جاف تارة
وبارد قارس تارة
وبين طبيعةِ الجبالِ الوعرة
فهي تحتاجُ إلى جهدٍ ومشقة
لكن بالنهايةِ
وصلَ فتانا إلى وجهتهِ المنشودة
وأخذَ يتنفسُ الصعداءَ بنشوةٍ
ولمعةِ انتصارٍ بعينينٍ مشدوهة
وعقلٍ يحيكُ خطةً بذكاءٍ وخباثةٍ معهودة
فهو الآن يقفُ أمام قصرِ الأميرة
وعليه أن يجد سبيلاً للدخولِ لكي يظفر بالغنيمة
وبعد التفكير والبحث في دهاليزِ الدهاءِ وأغوارهِ الدفينة
عقدَ النيةَ على أن يصيبَ نفسهُ بجرحٍ غائر
حتى تجدَه الأميرة وتشفقُ عليه بحسنِ نيةٍ وطيبة
فلا بد للدخولِ من سببٍ وجيهٍ دون إثارةِ شكٍ أو ريبة

في نهارِ يومٍ مشمسٍ ندي
مليء بعبقِ الزهورِ الشذي
تقفُ أميرتُنا بشرفتِها
تتأملُ جمالَ الحياة وطبيعتها
وتُناجي ربها بأن يعينَها على وحدتِها
وبين التفاتةٍ وانتباهتِها
أبصرتْ جسدا مُلقى بإهمال
فخُلعَ قلبُها فزعا في الحال
وشق الصمتَ صرخةٌ عاتية قوية
اهتزتْ لها هيبةُ الجبال

عذرا يا حبات القلب فلم أعد
أقوى على الإكمال
فلقد أوشك الفجر على البزوغ
وضوء النهار يلوح وبدأ لساني يتلعثم عن الافصاح والبوح.. 

احكي يا شهر زاد.

الجزء الثاني تجدونه  هنا

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى