أدبي

ضجيج أفكار

وقت النشر : 2021/12/19 02:32:42 PM

ضجيج أفكار

بقلم: إبراهيم بن عمر

 

ياصديقي،

ذات صلة

مرهقٌ جدًا هذا التناقض الذي يعتريني، جدًا أن أكره نفسي وأحبها معًا، مرهقٌ جدًا أن أستميت للحصول على شيء وأنا لا أُريده، مرهقٌ جدًا أن أنتظر المأساة التي ستعقب كل فرح، مرهقٌ جدًا أن أقول إنني بخير دائما رغم ألمي وبؤسي، مرهقٌ جدًا أن تكون الأيام السعيدة هي الأيام الأقل بؤسًا، مرهقٌ جدًا أن تدفن سعادتك داخل روحك خوفًا عليها من السرقة؛ فقد سرقوا كل شيء ولم يبقَ لنا إلا لحظاتنا السعيدة وذكريتنا الجملية، ولو استطاعوا لما تركوها.

============== ضجيج أفكار

‏أنا هوامش مدينة ليس لها وجود، أنا لحنٌ لأغنية لم توجد، أنا جملة مات صاحبها قبل أن يكملها، أنا لستُ أنا، ولا أشبهني.

لا أعرف كيف أُحِس

لا أعرف كيف أُفكِر

أنا مشتت لدرجة مخيفة، أقول نعم ولا بذات الوقت.

أنا غريب عن هذا العالم كنقطة بيضاء سقطت على سطحٍ كالحِ السواد لا هي تنتمي إليه ولا هو يتقبل وجودها، أنا نموذج في رواية ينبغي ألا تُكتب، وبطلٌ في فيلم لن يُمثل.

أريد أن أمُر مرور الأثير، وأتوارى.

============ ضجيج أفكار

في ساعة متأخرة من الليل، حين تستسلم للنوم تفترسك أفكارك وهزائمك المتتالية، تخونك عيناك وتغرق وسادتك بالدموع التي طالما جاهدت لإخفائها، تظن لوهلة أن هناك يدًا ستمتد لتمسح دموعك، لتربت على قلبك، تظن لوهلة أنك ستتلقى رسالة مفادها” أنا هنا لأجلك لأصلب ظهرك”

وأخيرًا تدرك الحقيقة المُرة، أنه لا يدًا ستمسح دموعك إلا يدك، ولن يَصلب ظهرك سوى كلتا يديك.

===============

أنا متعبٌ جدًا ياصديقي؛ لا أحد يقبلني كما أنا، كلٌ يريد سكبي في قالبٍ يناسب هواه.

لطالما كانت العزلة سكني ونهجي في حياتي!

أي أحمق كنت عندما قررت الإصغاء إليك!

أي حماقة أقحمت نفسي بها حين قررت الغوص في العلاقات الاجتماعية التي طالما وصفتها بالمنافقة!

ولكني سأعود إلى سيرتي الأولى وأغلق على نفسي مملكتي التي طالما كنتَ تطلق عليها قوقعة، لن أبيعك أذنيّ مرة أخرى يكفي أن أكون راضيًا عن تصرفاتي، وليذهبوا وكلامهم إلى الجحيم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى