أدبي

عالم الكبار

وقت النشر : 2021/12/31 07:24:43 AM

عالم الكبار

بقلم: صفاء كروش

 

في شرفة منزلي، جلست وجلست معي نفسي الآتية من زمن بعيد، أدرت المذياع لعلِّي بصوته

ذات صلة

أتغلب على الضوضاء الزاحفة من نهر الشارع التي لا ترحم صغيرا أو كبيرا، ليتسرب صوت

فيروز وهى تشدو بأغنيتها الأثيرة:

“سألتك حبيبي لوين رايحين، خلينا خلينا

وتسبقنا السنين”

وها هي يا فيروز سبقتنا، لنصحو من غفلة الماضي لوحشة الحاضر، كنت دائمًا ما أتساءل

متى أكبر؟ كنت أنتظر الغد باشتياق، وأغفو وأصحو على حلم واحد، وأول ما أفعل

عند الصباح، أركض نحو المرآة وأسألها لعلها

تجيبني:

– هل كبرت اليوم عن الأمس؟!

وأركض نحو والدتي لأسألها السؤال عينه:

– متى سأكبر يا أمي؟! متى سأحل جدائلك

التي تقومين بربطها لي بشرائط الستان الأحمر

والأزرق، لتجيبني:

– لم تتعجلين؟ كم أنت ساذجة!

أنا لم ألهُ مع الأقران، لم تلمس يداي بالونا أو عروسا، أو لمست قدماي كرة، ولم أركض

وراء الفراشات الملونة في الحقول، ولم

أتحاذق لألهو بلعبة أستأثر بها دون الرفاق، ولكنه الشغف، نعم كان يثيرني عالم الكبار.

إنه عالم مليء بالأسرار، وددت أن أقفز

لهذا العالم، ومع فضولي لعالم الكبار نسيت

عالمي إلى أن علمت أنه فاتني الكثير، وأن

عالم البراءة والضحكة الساذجة، والنفس الصافية والآمال الكبار ضاع مني وسط وثبي

لعالم الكبار ولن أسترده أبدًا.

ليتك يا أمي قد أحكمت ربط الجدائل! وليتني

ما حللت العقدة منها!!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى