أدبي

جدران وأم

وقت النشر : 2022/03/20 04:38:05 PM

جدران وأم

بقلم: حنان عزوز

جدران وأم

أربعة جدران وسقف وكفى، فكرة البيوت، وطعم الدفء في البيوت، رائحة الأمان في وجود أم طيبة. وقرص من فطير يفوح في البيت أكثر عبقا من أغلى العطور.

البيت نعمة في حياة الإنسان، لأن البيت روح وكيان، يسكن بنا قبل أن نسكن فيه، يسكن في أرواحنا وقلوبنا، هو لنا وطن داخل الوطن.

ذات صلة

البيت حياة.. وحياة البيت، وروحه أمي الكادحة التي جعلت البيت أمانا واستقرارا وسلاما.

مهما كان بيتك قصرا أو كوخا، ستجري عليه مشتاقا، ويمتلك الحنين كل ذرة فيك، يجذبك جذبا إليه؛ للجدران وسيدة هذه الجدران.

وأعتقد أنها تلك الأطياف غير المرئية التي تجعلك مسلوب الإرادة، عاشقا ومعشوقا لروح البيت، وحضن الأم، والأمان الذي يسري بعروقك وقت ذلك الحضن.

كما أنا طفل يا أمي بين يديك، حتى وأنا بنت الأربعين، خلف جدران ليست من ذهب، ولكنها من طين،

أشعر أني أميرة يا أمي، وأنا لا زلت في عينيك تلك الصغيرة المدللة، الأميرة التي تستحق من يديك كوبا من الشاي باللبن، وقطعة كيك شهية.

كبرت يا أمي، وشاب شعري، وقلبي، وتجاعيدي بدأت ترسم ملامح وجهي.

كبرت يا أمي، وحملت الهم الذي كنت تخافين منه، وحملت على عاتقي ما كنت تخفيه عني، كبرت وتعلمت الدرس.

فالدنيا جنة بك أيتها العظيمة، كبرت يا أمي، ولكني أشتاق للبيت وللجدران القديمة، ولحضنك يا أمي.

وكل عام وأنت الخير كله، والسلام كله، كل عام وكل الأمهات بخير، كل قلب أعطى واتقى وأشاع حنانا وأمانا بخير.

وأيضا كل عام وكل أنثى ذات قلب فاض حبا وعطفا على غيره بخير.

كل عام ونحن وبيوتنا السكن والأمان بخير وسلام.

تأملوا البيت، واعشقوا الجدران، اصنعوا الذكريات، اكتبوا على الجدار، والتقطوا الصور مع الأحباء، احضنوا أمهاتكم، وزوجاتكم وأخواتكم، وبناتكم.الأم جنة، وطريق للجنة، وتحت أقدامها الجنة، فسارعوا إليها لتسعدوا.

 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى