أدبي

الامتحان الأخير

وقت النشر : 2022/01/01 09:02:09 AM

الامتحان الأخير

 

بقلم: د. سعيدة والي

29/28 ديسمبر 2021

ذات صلة

 

حَلِّقْ معي

كَي أُشعِلَ الشَّوقَ الدَّفينَ بأضلُعي

حلِّقْ معي

كي تسمع الغيماتُ و الأطيارُ صوتَ تضرُّعي

حَلِّقْ معي

كي أنتشي

كي أنضُوَ الثوبَ الحزين

ويحتفي القلبُ الغريقُ بأدمُعي

حلق معي

رتِّلْ مع الأزهارِ والأغصانِ لحنَ جداولٍ

خنَقَتْه أصواتُ النَّحيبِ الموجِعِ

واقرأْ معي.. واكتب معي

آياتِ عِشْقٍ مُولَعِ

وقصائدًا هربتْ مِنَ الكتبِ القديمةِ للهوى والشِّعر

يانِعَةً كثمْرٍ أينَعِ

حلق معي

فوق الحقيقةِ والرُّؤى

كن فارسا.. كن جامحا

وتحدَّ كلَّ الصعبِ والمُتَوَقَّعِ

حلق معي

دعْ عنكَ كلَّ وساوِسِ العهدِ القديمِ

وقصّةَ الحُبِّ القديمِ المُزْمَعِ

حلق معي

وابدأ معي

عهدا جديدا حالِمًا

لا تبقَ كالمُتَقَوْقِعِ

لا تبقَ كالمُرتابِ ينظر من وراء زجاجةٍ

لرحابة الكون الفسيح الأوسعِ

حلق معي

أنا لم أعُدْ مرتابةً

ورميتُ قيدي مِنْ يدي

وكسرت قوقعة الأمانِ المُفزِعِ

=======الامتحان الأخير

 

أتعبتَني يا سيّدي

وجريتُ خلفَ حماقةِ الصِّبيانِ أمسحُ غلطةً

وأقولُ: ” يَكْبُرُ” كلّما أشقَيتَني

يا أيُّها الطِّفلُ الشّقيُّ الألمَعي

قد كنتُ قبلَ الآنَ أحلمُ أن أكون كطفلةٍ

حمقاءَ بينَ يديكَ أنتَ الرَّاشِدُ المدعوكُ بالزَّمنِ العصيبِ.. مُضَرَّجٌ بالحُزنِ

ذلكَ مطمعي

فوجدتُني أُمًّا تُطارِدُ طِفلَها المجنونَ

يغضبُ تارةً ويثورُ.. يَكْسِرُ.. يَقلِبُ الدُّنيا..

ويرجِعُ نادِمًا..

يأتي بِعُذرٍ مُقنِعِ

وبقيتُ حائرةً

أغادرُ قلبَهُ

وأقولُ لي: ” لا ترجعي”

لَكِنّني أجتاحُني.. أنتابُني..

شَوْقًا مريرًا قاسيًا:

” هيا ارجِعي.. هيا ارجعي”

=======الامتحان الأخير

 

حلق معي

بعيونِكَ الدنيا تكون جميلةً

والفرحةُ الجذلى تفيضُ كَمنبَعِ

حلق معي

واسكبْ شفاءَكَ في دمي

وبِقَلْبِيَ المُتَصَدِّعِ

وارحلْ معي

حيثُ الحياةُ بريئةٌ

حيثُ الهدوءُ.. كما السكينة

والهوى يُروى بِكأسي المُترَعِ

حيثُ النّجومُ تضيءُ عتمةَ ليلِنا

مِنْ حُزْنِهِ المُتَلَفِّعِ

أَوْ فَابْقَ.. واتْرُكْ راحتي

لِأُغادرَ الأحزانَ والأشجانَ

قبلَ نهايةٍ ألقى عليها مصرعي

=======الامتحان الأخير

 

هذا امتحانُ الفصلِ

حَدِّدْ من تكونُ.. وما تريدُ

وأيَّ حُبٍّ تَدَّعي؟!

قدْ قلتَ – قبلُ-: ” سأهجُرُ الدُّنيا لأجلِ عيونِها”

” سأُفارِقُ الأوطانَ والأحبابَ

إنْ رَحَلَتْ

سأسعى خلفَها جَرْيًا

وأُلقي بُرْدَةَ المُتَوَرِّعِ”

فالآنَ قَرِّرْ

قد عزمتُ على الرَّحيلِ

رحيلَ غيرِ مُوَدِّعِ

ارحلْ معي

أو فانْسَ أيامي.. ومزِّقْ

كلَّ أوراقِ القصيدِ

ونغمةٍ رَدَّدْتَها يومًا.. معي…

=======

 

مراجعة قسم الشعر بـ ريمونارف الأدبية

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى