كلماتي الأخيرة إليك
بقلم: أم عمر
أؤمن دائمًا بأن مكانة الأشخاص لا تُهدم إلا بأيديهم، وأؤمن أن من يسقط من الأعين مُحال أن يبقى ساكنًا في القلب.
أدخلتك قلبي بعفوية، تشبثتُ بك، ما أفلتك بكل ما أوتيت من حُب، لكنَّ أفعالك أسقطتك من عيني مرات عديدة، وطالما كنت ألتمس لك فوق السبعين عُذرا، ولكنًك استمريت في إخفاقاتك وسقطاتك حتى سقطت من عيني فتركتك ولم ألتفت ثانية لك، مكانتك لم تُحتل ولم تُهدم إلا بيديك، وما كان انتزاعك من قلبي وروحي بالهيِّن عليّ.
الشدائد والأزمات أسقطتك، وحدها اختبرت محبتك وكشفت أصليَّة معدنك، فبالشدائد تُصْهَر المعادن لتطَهِرها من الخبث الذي أثقل علينا حياتنا، والذي حَرِيٌ به أن يبعد ويطفو كالزبد الذي يذهب جفاءً غير مأسوف عليه، أبعدك الله عنًي؛ فلا يليق بكل قلب نقي إلا كل جميل ووفيّ.
والآن، أعتذر لنفسي على كل الخيبات والخذلان، فـقد أُنهَكت روحي وقلبي على إثرِها بكل ثِقل الجبال عليّ، وعُذرًا أيها الحب، لم أنتقِ، ولم أتمهل، ظننتُ أن كل الطيور على أشباهها تقع، لكن أوقعني قلبي على من لا يُشبههُ البتة، فعذرًا، هكذا تسير الأمور إذا ما استلمت القلوب الدَّفة، عُذرًا يا قلبي فقد كان لك كُل الأذى، ولم أنزعه بل نزع نفسه منك بأقسى الطرق عُنوة، ولو اجتمعت قوى العالم ما فعلت؛ فقد كان ساكِنًا وتين وسويداء القلب.
تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.
