أدبي

أُمّي..

وقت النشر : 2022/09/30 09:05:02 PM

أُمّي..

بقلم: وحيد علي الجمال

لسه الليل ماهوش عارف ينام
من غير مايتمطع على حضنك
و هو متعلق على شباك
ما بين أوضتي وبين أوضتك

و هو لسه عيال الحارة مشغولة
على سيرتك..ما أنا سيرتك، وأنا سرك
وأنا آخر دموع باتت على كفك

و منحوت على وشك تفاصيلي
أنا طيبتك وبعشق نومتي
في حجرك ..على كتفك
وحافظ لسه حواديتك
و بحكيها لأحفادك

ما أنا خلفت يامه ثلاث قمرات
ما بينهم راجل
و الكبيرة بتاعتي سميتها على اسمك
تفاصيلها..تقاطعها..وطيبتها
كأنك لسه يا أمي ما غبتيش
سنين مرت على بُعدك
وأنا قلبي ما طاب بَعدك
ما نكرتش بإني قبلت أكون وحداني
وأكمل وأنت جوايا

ما هو أنت قبل ما تمشي
ما قولتيش بإنك ماشية مش راجعة
لا ودعتك ولا سمعتك!
أنا فاكر شوية وتيجي تتوضي
آذان العصر كان لسه بيندهلك
وأنا يامّه على المدنة
بقول يامّه على مهلك

وعدى العصر والمغرب
وأنا على المدنة مستغرب
بإن الشمس مش راضية تعشش جوه شباكي
أتاريكي سافرتي هناك
وأنا واقف ومتحير ومتغير
فضلت كتير لا أنا عارف
أسِح دموع على بُعدك
ولا عارف أعيش بَعدك

و حاسس إنى غريب يامّه ما بين أغراب
وقلبي كأنه حجارة متحجر
وعايش يومي متوتر
ساعات أسمع بُكى مبحوح على صدري
كأنه صراخ ومتبعتر على روحي
مرارة حلقي مش راضية
تفارق يوم ما سبتيني

وأنا مستني صلاة الفجر
بتدلع على سريري
عشان أسمع صدى صوتك
وفي الضلمة تغنيلي
تضميني على حضنك
وأشوف في عينيكِ لون الصبح
بتزغرط عصافيره
وصوت رفعت محسسني
بإن الجنة مفتاحها رضا روحك
وإن قالوا غيابك صار من الماضي
أنا لسه برغم الشيبة مش قادر
أشوف نفسي سوى عيل
بيتدلع على أمه وهو كبير

آه يامّه أنا نسيت أحكيلك على زوجتي
على فكره بتشبهني وتشبهلك أوي يامّه
و في طبعها واخده كتير منك
وطعم طبيخها أه يامّه كأنك لسه طبخالي
وأطيب من طيابتها ما شفت اتنين
وعشقاني وحباني وضماني
ما بين الحب و الغيره كأني أمير
بترضيني و صبرانه على طبعي
ما هي طبعي وواخده طبعي ووضعي
ما هي روحي وعشرتها دوا روحي
ومن غيرها تروح روحي

أمي بقلم: وحيد علي الجمال
أمي
بقلم: وحيد علي الجمال

زر الذهاب إلى الأعلى