مقالات متنوعة

بيت العيلة يا بيتنا

وقت النشر : 2022/01/22 05:51:14 AM

بيت العيلة يا بيتنا

إيمان الغيتاوى
بص ع الدنيا بعنيك واختار مكانك ف الصور ، فى حضن بنتك فى كتف صاحبك ولا باصص ع القمر ، شوف مكانك وسط عيلتك جوا بيتك ويَّا أهلك ، خد حبايبك جوا حضنك واوعى تمشى ف سكة وحدك ، الله لا يحرمنا من نور بيتنا من صحبتنا من فرحتنا ، الله مايحرمنا من أحبابنا من أصحابنا من لمتنا ، ماهى شجرة بتطرح ضليلة إسمها (( عيلة )) .
أستاذ ( إبراهيم حمودة ) قدم لينا الأغنية الجميلة دى وغناها لينا الفنان (مدحت صالح ) فى الموسم التانى من مسلسل أبو العروسة اللى أكيد لمس قلوبنا كلنا فى موسمه الأول ، أكييييد ماهو بيعبر عن اللى بيحصل فى كل بيت مصرى من الطبقة المتوسطة اللى بتمثل الشريحة الأكبر من المجتمع المصرى واللى معظمنا منها ، علشان كده لمستنا من جوا أووووى .
اللى عايزة أقوله من إستشهادى بالمسلسل ده وكلمات الاغنية إننا بعدنا عن أهلنا ياجماعة بعدنا أوى ، مشاغل الحياة أخدتنا وكل واحد بقى ملهى فى أحواله و مركز مع أسرته الصغيرة بس ( ده إذا كان مركز معاهم أصلًا ) و حتى بعد مابنخلص الشغل والجرى ورا لقمة العيش ونيجى ناخد نفسنا بقية اليوم ، هنلاقى حتى وسائل الرفاهية بقت مسئولة عن البعد الإجتماعى بالعيلة ، قبلها كانت الفرصة الوحيدة للخروج واللعب هى أولاد الخالة وأبناء الأعمام وولاد الجيران ، كانت التسلية الوحيدة لعب الكوتشينة وقعدة الأهل مع بعض يحكوا ويهزروا على حودايت ولادهم وطبق محشى خارج من البيت ده راجع طبق بسبوسة على البيت ده ، دلوقت الموبيلات (مثلًا) سرقت الناس من بعضها ، والفلوس كترت مع بعض الناس وبقى عندهم وسائل رفاهية تانية وبعيدة تمامًا عن الزيارات العائلية .
مع إن الزيارات العائلية دى بتخليك مبسوط ومرتاح ، حتى لو الكلام فيها تقيل على قلبك شوية ، علشان مهما حصل ومهما كنا بنتضايق من بعض الشخصيات فى العيلة وتعليقاتهم السخيفة وأسئلتهم الحشّورة شويتين ، إلا إنهم فى الأول والآخر مش أعداءك ، يعنى بيغلسّوا بس ، لكن يأذوا ويخونوا لأ ، يوجعوا بإنتقام لأ ، يعنى فى الآخر مرجوعنا لبعض .
قعدة العيلة فيها ونس فيها تقليب ذكريات فيها إسترجاع لريحة الماضى اللى كلنا مفتقدينه الأيام دى ، فبلاش بقى نستعوض كل ده بجروبات الفيس بوك والواتس آب ، فيه عائلات مش عندها تواصل تكنولوچى أصلًا فالعائلات اللى عاملة جروب عيلة على الواتس آب مثلًا بيعتبروا نفسهم وصلوا القمر خلاص وإنهم أحسن من غيرهم ، لأ هو إحنا بنقول براڤو وكتر خيركم برده وشطورين وأحسن من غيركم فعلًا ، بس ( علميًا ) الكلام المكتوب بيوصَّل ٤٠٪ بس من المقصود بتاع الكلام ، يعنى الجملة ممكن تتقرأ بأكتر من طريقة وعكس بعض كمان رغم إنها نفس الجملة ، لأن لغة الجسد لوحدها بتمثل ٥٥٪ من التواصل ، يعنى علشان أفهمك وأحس بيك لااااازم أكون شايفك وسامع نبرة صوتك وحاسس تنهيدك ومتابع نظرات عنيك علشان كلامك يوصلنى ١٠٠٪ .
فى كل كتب علم الإجتماع بيبدأوا دائمًا بجملة ( الإنسان إجتماعى بطبعه ) .
وفى الدين الإسلامى ( قرآن كريم ) …(وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا )
فما بالك بقى بالعيلة اللى مشتركة معاك فى نفس الدم نفس الچينات نفس الروح اللى وارثينها عن جدودنا اللى كنا بنحبهم .
بس هل ده معناه إن السوشيال ميديا وحشة ؟ لأ بالعكس ، لأنها بتقربنا من بعض فى الوقت اللى بنكون مضغوطين فيه ومش عندنا وقت نزور بعض ، بيخلينا على بال بعض لما بنقول صباح الخير على جروب العيلة ولا حتى بنرمى الجملة الشهيرة ( جمعة مباركة ) آهو أى حاجة أحسن من مفيش .
طب تعرف كمان إن جدودنا اللى إتشغلنا عنهم وبطلوا يروحوا الشغل ويتحركوا زى زمان ، الجروبات دى بقت تنعش عقلهم وتنشط ذاكرتهم وتحسن من حالتهم النفسية فى غيابنا ؟
فإحنا كده مطلوب مننا طريقتين التواصل دول ومع بعض ، جروب العيلة على السوشيال ميديا اللى هايخلينا مع بعض لحد مانتقابل ويطمننا على بعض ، بس ده مش معناه إننا هانكتفى به لأننا مطالبين أول مانخلص مشاغلنا اللى مش بتخلص دى ، نسرق من يومنا شوية صغيرين أو نعمل فيه زيارة عائلية واقعية نقول فيها ألف سلامة نقول مبروك نقول وحشتونا نقول بنحبكم .
بكل لغات العالم ياجماعة ماينفعش نخسر حب حقيقى ، حب غير مشروط موجود عند عيلتنا ونستبدله بحب مزيف حب المصالح اللى مغرق الدنيا حوالينا ، فمعلش بقى نيجى على نفسنا شوية ونتحمل جملتين رخمين ممكن يتقالوا فى القعدة ، خايفين على حاجات تتحسد بلاش تاخدوها معاكم ، خايفين على أحداث وإنجازات حصلت معاكم ، بلاش تتكلموا عنها كلها ، إحكوا اللى يطمنهم عليكم وبلاش الحاجات اللى هاتزود القيل والقال ، المهم بلاش نقطع مع بعض علشان أسباب نقدر نعالجها ونشوف لها حلول وسط .
العيلة دفا و ونس وإحتواء مش هاتلاقوه عند أى حد فبلاش نحرم نفسنا منه .
تعالوا نرتب طرق التواصل …
١- جروب السوشيال ميديا

٢- تليفونات فيها دفا وتعبير عن مشاعر
٣- زيارات عائلية واقعية
خلونا نستعمل الثلاثة مع بعض لكن مش طريقة تاخد حق طريقة تانية

وخلينى زى ما بدأت المقال بأغنية كلنا عيلة ، نختم المقال بأغنية حيطان بيتنا من مسلسل أبو العروسة برده لكن المرة دى من كلمات أستاذ ( نادر عبدالله ) …
العيلة أيه غير ناس محاوطينَّا وأربع حيطان مع سقف لامينَّا وعيون فيها عناوينَّا وقلوب جواها أماكنَّا ، العيلة ناس نرتاح فى صحبتها ، و وشوش قوام تتحس طيابتها ، فى أمان ييجى من محبتها وحنان حتى فى معاتبتها ، العيلة أيه غير ناس بتسعدنا ، طول الحياة فينا مشاركينَّا ، وسنين كتير كانوا ضهر يسندنا وسنين كتير بالود مالكينَّا ، فين برا دارنا نلاقى مقدارنا فين نلقى خير غير تحت عتبتنا ، سوى من كبيرنا لحد أصغرنا مايدفيناش إلا حيطان بيتنا ، العيلة أيه غير حضن جمعنا ، ياما إترمينا فيه ودمعنا ، جواه تتداوى أوجاعنا بلقاه ننسى اللى ودعنا ، العيلة أيه غير حب ونّسنا ، أيه غير مشاعر حلوة رابطانا ، مطمنين دايمًا وبين ناسنا ، دول سترنا فى الدنيا وغطانا .
نهايةً أوصيكم ..
العيلة ثم العيلة ثم العيلة .

زر الذهاب إلى الأعلى