أدبي

رحلة البحث عن الذات

وقت النشر : 2022/04/11 02:53:30 PM

رحلةُ البحث عن الذات
بقلم: ميادة منير

 

حينما تصل إلى ذروة الألم، ستتدفق

حقيقة مريرة تملأ العقل والفؤاد

والوجدان؛ أنك لن تعتمد في أيامك

“المتبقية” إلا على ذاتك!

 

أين حنان الأب -إن وجد- لا تدري،

لعل الزمن أسقطه في غياهبه، أو ربما

كان في أصله معدنًا ضعيفةٌ مادته

فيتآكل أو يضمحل بتغير المقادير.

 

والزوج الذي ينصب فخاخ -الرجولة-

أو يماري وسوسات البشرية كلها دون

زوجه، أيعقل أن يسكن قلبها المخلص

إلى الأبد إلا إذا كانت من ذوات

العقول المغيبة!

 

أهلي وإن كانوا مصدر ثقتي في

انهزامي، ورغدي في فقري، وبسمة

في حزني، وسندا في كربي، فإن

مناجاتهم في البعد بات أنأى من كل

مقربة!

الخِلّان والأصحاب -كلهم- قد اعتادوا

غيابي، فتحابوا فيما بينهم وتسامروا

ربما في ذكري يومًا ثم تركوا ودادي،

وما علموا أن سقطات وزلات

وشحنات وانتماءات وانهزامات

وموت وإفاقة وخذلان وبهتان

وتصالح واستقامة -كلهم- أيام البعد،

تضاربوا في ذاتي!

 

قطعة الفؤاد التي رجوت منهم صلاحا

وانقيادًا لأمر الله مازالوا صغارا

يناكفون الحياة، ويتفلتون من جل

الأشياء التي دعوتهم لها مرارا. صغار

هم، لازلت أراود فكرا فيهم عله يجد

لذة في نجاة، وراحة في استقامة.

 

ورغم ذلك، تهب نسمات عليلة محملة

بحنان ورأفة ورحمة وكرم ونجاة،

حين يجول بخاطري -أمي- فلا شيء

يسبقها إلي، ولا شيء يسبقني إليها.

 

أما الروح، آه منها، تاهت وتغربت

وحارت وراوحتني.

وما وجدتها إلا في الذي يشبهني،

يحبني صدقا، ومن وراء صدقه صدقا،

من يستمع لك دونما مساس لحريتك،

ويتقن فن استجلاب ألمك في كلمات،

دون -أن يمس- كلماتك لاحقا، وقل

في عالمي من يشبهني! ليس لأن بي

مزية، ولكن لأن توليفة الكيان في

-جذوها- مختلفة.

 

وبعد ذلك، وآخر الأمر، الله الله في

ذاتي، وروحي، وفؤادي، وعقلي،

ووجداني، وكياني، وكفى بربي اسما

تتجلى منه كل الأنوار التي رغبت

يوما أن تحييني!

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى