أدبي

فضيلة التضحية

وقت النشر : 2022/04/11 07:52:15 PM

فضيلة التضحية

بقلم: شيماء عبدالمقصود

ومهما تعمقوا في تعريف ووصف التضحية، فلن يصلوا إلى مكنونها -المتوارى خلف القضبان- مع ذاك القلب،

فهما ملتصقان يسكبان كل منهما على بعضهما البعض بأوعيةٍ ملئت من صدق المشاعر، وحبِّ الآخر، ونكرانِ الذات، والتخلي عن الأنانية

، لتُفضي بكل ما بوسعها للفداء بالنفس والولد والمال، والأصدقُ في وصفها استقبال الموت بنفسٍ راضية.

وقد يجازف البعض منا في وصف التضحية، فيُترجمها على أنها صورة حزينة لمن غمرته إياها، ويستحق الشفقة طيلة الوقت، أو لمن عصم نفسه بالاندفاع في تيار سوء الظنِّ الأسود، فكفاها بالجهاد بتلك الصفة، نحنُ -بني البشر- من نزرع الشوك حولها بأيدينا، وننظر لها من نطاق الضعف، لا من منطلق القوة. هذان النقيضان طريقان لا يتقابلان إلا تحت مسمًى إنساني اسمه الضمير، وهو

-من وجهة نظري- مخلوق ثائر بداخلنا، حديثه يطعمنا نشوة الروحِ حينما نحكُم على أنفُسنا بالاستغناء عن كل نواقصنا مقابل إكتمال نضوج قوة من حولك، وشرابه ماءٌ بارد يقينا ظمأَ الأيام إذا افتقرنا حاجة الإحتواء.

ومهما تعددت الأسباب، ففضيلة التضحية مبدأها واحد لا تتألف بأصحابها ما بين عشيةٍ وضحاها،

بل هي فطرةٌ فطر عليها قلبه من يوم نفخ الروح فيه، فكتب عليه ذاك القدر، ولا يستطيع أن يخرج عن مشيئة الله وإرادته،

فمن علَّم العصفور الضئيل كيف يجمع الفُتات بملء فيه من شتى الأنحاء ليطعم صغاره ويكتفي ببلع ريقه ببقايا الفتات؟!

ومن منح الشمس قوة النورِ لتملأ هذا الكون وهي في ذاتها تحترق؟!

فضيلة التضحية
فضيلة التضحية

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى