“تاج النساء“
بقلم: عبد المولى نحلة
أطاردُ كل يومٍ في حياتي
مهاةً في مخيلتي تقيمُ
لها عينان تتقدان سحرًا
وقلبي في مرافئها يهيم
وتبعث من لحاظ الشوق سهمًا
يسافر في سُوَيدائي الحميمُ
وخَطْوُ غزالةِ الفلواتِ لحنٌ
على أنغامه بَرِئَ السقيمُ
إذا ما أقبلتْ نحوي أراني
على الوجدان عُقْبَانٌ تحومُ
فما من مخبأٍ أنجو إليه
وليس يُجيرني إلا الرحيمُ
فإن مشاعري أضحت بريدا
لكل عواصف الهيجا ترومُ
أخاطبها بعيني كي تراني
فما تصغي لقلبي أو تقومُ
فتمضي دون حرفٍ أرتويه
كما تمضي السحائبُ والحسومُ
فما بلَّتْ بنظرتها فؤادي
وما أبقتْ سوى ألمٍ يدومُ
ويفصل بيننا جُدُرٌ و حَدٌّ
كما بَعُدَتْ عن الأرض النجومُ
إذا تدنو فما تدنو لقربٍ
وتنأى مثلما ينأى الغريمُ
أيا تَاج النسَاء على النساء
وخلف نقابها كَمُنَ النعيمُ
وسام النورِ بالحسن استبدتْ
وأخفتْ شمسَها تلك الغيومُ
أنا لا أرتجي للبدر وصلًا
فحسبي نظرةٌ منه تدومُ
وحسبي أن أبُثَّ هَوايَ شعرًا
ولو تَسْمَعْهُ من فرحي أهيمُ
