أدبي

ذكريات دافئة

وقت النشر : 2022/06/08 09:04:57 AM

ذكريات دافئة

بقلم: أسماء سعيد

 

هنالك أشياء تقتحم ذاكرتي فجأة وأشعر

بطعمها في فمي؛ كطعم شاي بحليب معه

خبز ساخن في بيت أبي، أو فول وليمون

مخلل بالزعفران في بيت خالتي بالقاهرة،

أو شيء يستحيل تكراره حاليًا كلذة طعم

السمك المقلي مع العيش المصري الذي

أتى به جدي رحمه الله من أحد المطاعم

ذات يوم.

 

وهناك أشياء كان لها دفؤها الخاص كحب

البعض الخاص بي وحدي، كمناداة

إحداهن اسمي بنبرة ما زالت ترن بأذني

رغم أنه مر على وفاتها سنوات.

وتقتحمني أوقات كثيرة كذلك أيامي في

مدرستنا المشتركة؛ قراءتي دون كلل

وجلوسي الطويل بمكتبتها دون ملل، حقًا

لم أحب مكتبة مدرسة كإياها في حياتي.

أتعلم أنني أشتاق لنفسي، لإصراري على

الحلم رغم إحباط كثير ممن حولي لي،

لكنني فعلت الكثير ولم يكن سهلًا وذات

يوم سأقتنص الباقي بإذن الله.

كذلك أجدني أشتاق لصحبة طال غيابها،

وأشتاق لصوتي يحادثهن.

كذا أجدني فجأة رغم شدة ما أمر به

أحيانًا أشعر بروحي تهفو أن أسير في

شوارع مدينتي، أمر على مكتبة أبتاع

منها هدية لي كدفتر غلافه وردي، وأقلام

مميزة، معهم عدة كتب وروايات.

هذا بكل ما فيه من لطف أو حتى غرابة

بعض مما يعتريني هذه الأيام وأحيانًا لا

ندري سر تعلقنا بأشياء رغم أننا نملك

الكثير غيرها، أو بإمكاننا شراء غيرها

الذي قد يكون مناسب لنا في هذا الوقت

أكثر..

نميز حقيبة ما دون غيرها، وقد يكون

أصاب بعض أجزائها التلف، لأنها تحمل لنا

ذكرى لطيفة أو ابتعناها من مكان لنا فيه

ذكريات أفضل من غيره، أو في وقت كنا

فيه أفضل مما نحن عليه حاليًا.

نميز قلمًا عن غيره، وقد لا نغير نوعه

لسنوات، وإن لم نجده نبحث عنه أكثر

إلى أن نلقاه وحينها كأننا وجدنا كنزًا ما.

نفضل ارتياد أماكن عن غيرها الذي قد

يكون أفخم منها، لكننا نميل للهدوء

والبساطة أكثر، ومشروبات قد يوجد

الكثير ألذ منها لكن بالنسبة لنا ألذ وأرقى

من غيرها.

نحب أن نأكل بملعقة بعينها، ونشرب في

كوب مخصص لنا وحدنا، نفضل وجبة ما

بسيطة رغم أنه هناك بالتأكيد الأفضل

منها؛ لكنها بالنسبة لنا ألذ شيء وقد تحمل

لنا الكثير من الدفء.

هنالك الكثير من الأشياء لا تحمل قيمة

بعينها إلا إذا ارتبطت معنا بذكريات

مختلفة وسعادة قل ما نجد مثلها حاليًا.

 

 

ذات صلة

 

ذكريات دافئة
ذكريات دافئة

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى