مقالات متنوعة

كلام في تغير المناخ

وقت النشر : 2022/09/12 06:24:24 PM

كلام في تغير المناخ

بقلم: طلعت عبدالرحيم

إن تغير المناخ أمر سني من الله منذ خلق الله الارض؛ حيث مرت الأرض بمراحل تغير كثيرة لا يعلمها إلا الله وما نعلمه نحن كبشر من دلائل الحفريات والعلوم قليل جدا، وتم تقسيم تلك المراحل من تغير المناخ لأسماء عصور، منها العصر المائي والكمبري والحجري وصولا إلى عصرنا الحديث، وكذلك مرت الأرض ببراكين وأعاصير وفيضانات غيرت معالم الكرة الأرضية على مر الأزمنة،
ومنها ما كان بفعل أمور طبيعية من الله بأرضه، أو كانت بلاء وغضب من الله على أقوام كافرين فاسقين، فانتقم منهم الله لتطهير الأرض منهم مثل قوم نوح قتلوا بالفيضان، وقوم عاد قتلوا بالإعصار أي الرياح القوية.

إن الله خلق الأرض وخلق ما يدور بها وعليها من تقلبات مناخية لأمر يعلمه هو وحده، قد يكون خير للبشرية، أو انتقام من مفاسد بالأرض، وكل الأمور خير من الله لأنه لا يأمر بشر، ومن أجل استمرارية الحياة وعدم فنائها للجنس البشري وباقي الأجناس من خلق الله إلى أن يأتي أمر الله، وينهي الأرض وما عليها، فسبحان الوارث والباقي والعلي القدير!

ومن رحمته وضع نظم وأسس وقدرات لخلائقه، بأن كل منها يمكنه التأقلم بالبيئة والمناخ في زمانه ومكانه، وأكبر دليل ما ذكره عالم الأحياء داروين في نظريته التي سماها نظرية التطور، والتي أحصى فيها كيفية تأقلم كثير من الطيور والحيوانات، وكيف تأقلمت وطورت من شكلها وحياتها لكي تبقى على قيد الحياة ويستمر بقاؤها.

ومن تغير المناخ

تخرج الأنواع والسلالات وتتعدد الفصائل والمجموعات والرتب لتملأ الأرض حياة، وتعدد الأنواع يميز الحياة ويحافظ عليها في دوائر مغلقة، من كائنات مرئية وغير مرئية ومفترسة وغير مفترسة ومتوحشة وغير متوحشة وأليفة وغير أليفة، ومنها الصحراوي والجليدي والمعتدل في تحمل بيئته ومناخه، ومن النباتات ما يلائم لكل نبات بيئته المناسبة لنمو أفضل، ومنه ما يتحمل الحرارة ومنه ما يحتاج البرودة، ومنها ما يناسبه المناخ أو الطقس المعتدل، وهكذا لكل أنواع مخلوقات الله في أرضه، ولولا هذا الاختلاف لضاقت الأرض بما فيها؛ فالاختلاف رحمة وعزة وتأكيد لقدرة الله وحكمته في كونه.

كل شيء خلقه الله بقدر، لا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل،
وخلق الكون ووضع نظمه وقوانينه ليكون ذاتي التناغم والاستمرارية، إلا أن يأذن الله بأمره. وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف وتستمر الحياة ولا فرق بين الأبيض والأسود منا إلا بالتقوى، فيجب على من ينادون بالإصلاح والحفاظ على الأرض من التغيرات المناخية أن يجتهدوا بأفكارهم لمنع التغير المناخي أو تقليل أثره، أو الحفاظ على حق الأجيال فيما يسمى بالتنمية المستدامة، وأن الله كفل الأرزاق لكل خلقه ما دامت الحياة، ولا ينقص منها شيء إلا من فعل الإنسان بطمعه وجشعه وحقده وبعده عن الله، فما راعى حق الله عليه فنسوا الله فأنساهم أنفسهم، وجعل من يأكل الربا يتخبط كما لو كان مسه شيطان.

فابدأوا حملاتكم أيها المهتمون بالحفاظ على حياتكم وحياة أجيالكم بما تقومون به من وضع خطط وعمل مؤتمرات وقوانين، وما أنتم بفاعليها ومطبقيها، حيث أطلقتم حروبكم وما تبثه من دمار وتغيير للأرض من مناخ وتضاريس وحياة وخراب، وتبث صناعاتكم وأفعالكم هموما وبلاء، وبدلتم ما خلقكم الله أن تصلحوا فيها فأصبحتم تدمرون فيها.
فنادوا إلى الدعوة للرجوع إلى الله والإيمان به والتمسك والتوكل عليه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ومن يتوكل عليه يرزقه كما يرزق الطير وأن تنتهوا عن الفواحش والمنكرات التي نهى الله عنها.
فما هلك قوم لوط إلا بسبب ارتكابهم الفاحشة والإصرار عليها، وأن ترجعوا الحياة لطبيعتها التي أرادها الله، ووضع لنا قوانينها، وأن تنتهوا عما نهى الله وتفعلوا ما أمر الله، إن الله يبدأ الخلق ويعيده وهو على كل أمر قدير.

زر الذهاب إلى الأعلى