أدبي

على أعتاب قلبك

وقت النشر : 2022/12/26 01:20:38 AM

على أعتاب قلبك
بقلم: أمل أمين الخولي

وحين تنتهي السُبل إلى هذا المضيق ما بين التيه إلى العدم، كنتُ هناك على أعتاب قلبك،
وقتها راودني الشغف وداعبتني اللهفة لكي أتسلق عتبات هذا الممر الضيق إلى قلبك، هذا القلب الغامض العتيّ، وددتٌ التلصص على أبوابه، كنتُ وقتها تلك الفراشة الحالمة الساعية نحو هذا البريق ذي الضيّ الزائف، الذي أعمى بصيرتي عن شدة عتمته من هذا الرماد القابع بأجوائه،
بادرتُ بالدخول وكم كنتَ كريماً مٌرحباً، أوهمتني أنني سيطرت على كل منافذ قلبك وسطوتُ عليها، واستوطنتها بإرادتك وبرغبة كاملة منك، فكنتُ لك نعم المواطن الصالح المخلص الوفيّ الذي لا ولن يقبل لك إهانة أو هوان، كنت أنا تلك اليد التي تبني وتشيّد، هذي اليد التي تغرس بذور الأمل داخل بوار قلبك الذي ولطالما طالته أيادي اليأس،
وبعدما أزهر قلبك واستقرت نبضاته بين الضلوع واستفاق بعد غفوته واستنار من إطلالتي التي أطلقت عليها حينها إطلالة بهية، وانتعش من شذا حروفي التي عشقتها مثل رائحة الياسمين الزكية، وعاد عنفوانه كما نفسي العزيزة الأبية، وبكل قوة وجبروت لفظتني من أعماق قلبك وأغلقت أبوابه كيف؟
كيف يكون الوطن بهذا الجحود؟
وبكل هذا الجفاء!
تركتني وحدي أنازع الذكريات، وأحارب الآلام و الآهات التي ما استكانت لحظة داخل أعماقي، وهذا الصراخ الدفين في حلقي الذي يخنقني، هنا تركتني شريدة على أعتاب قلبك، كما جئتك وكنت وقتها مشرقة فريدة، أما الأن أقف في نفس المكان بلا وطن ولا هوية، دون رغبة أو إرادة في العودة أو البقاء، أناديك هل تسمعني؟
فأجبتني بكل قسوة و جبروت:
ما عاد لكِ عندي أمان
ولا أنا أحد الأوطان،
خوضي معركتك وحدك،
هذا قلمك،
هذه أوراقك،
وتلك حروفك
لا تثقي بإنسٍ أو جان،
كوني بنفسك ولنفسك
ترى أهكذا يكون الجزاء؟
أو هل هذا مقابل العطاء والوفاء؟!
صدقني..
ليس لي وطن سوى هذا القلب الذي وإن طال الأمد سأظل هنا على أبوابه أصرخ وأنادي إلى أن أسترده من سطوتك وعنادك وأعود إليه وإليك
إلى وطني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى