أدبي

عِشق

وقت النشر : 2022/11/13 11:20:21 PM

عِشق

بقلم: مصطفى جميل

يتسلل شعاع الشمس من نافذتي الخشبية، معلنًا صرخة الصبح بعد رجاءٍ طويل، مُعلقٌ بحبله السُّري المنزلق من رحم الحُلم الغائب.
ينجلي الليل العابد في محرابه الأزلي، الهدوء والسكينة، وهمهمة المصلين فجرًا لصلاة الصبح في الزاوية القريبة من الطريق الكبير.
من بيتي المتواري وسط الضباب المخيف. لازلت منكفئًا على طاولتي كالثمل، لا أنا ناعسٌ فأحلمُ بها، ولا متيقظٌ مثل مؤمني القرية.
القلم ملقى بلا حراك تحت الطاولة. فوق بلاط حجرتي البارد جدًا. الجو أيضًا باردٌ جدًا. تجمدت أوصالي لكني لا أبالي ولا أشعر!.
في مشهدٍ آخرٍ موازيًا، أنا هناك، واقفًا على ضفة النهر، أنتظر العبور للبر الآخر، سابحًا مثل قاربٍ بلا شراع.

هي هناك في البر الآخر من الحياة. عند الزحام الشديد. وسط غابة من النساء، لكنها متميزة كجوهرةٍ من ماس؛ لامعة نقية في منجم فحم كبير.
جميلة كما الصبح. كما الزرع والشجر والثمار والنهر. كما الأطفال العائدين من رحلة الملاهي، لكنها لا تشبه أحدًا. فهي الجمال المطلق المخلوق، وكل ما سواها من الجمال نسبي لا يعول عليه ولا يقاس أبدًا.

عِشق  بقلم: مصطفى جميل
عِشق بقلم: مصطفى جميل

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى