أدبي
أخر الأخبار

فرصة ثانية

وقت النشر : 2023/04/11 03:00:52 AM

فرصة ثانية

بقلم: حافظ الأسيوطي

تخيل لو أنك تحاسب الناس، لقد تخيلت هذا وقلت ليهلكوا جميعا، لأني ومهما بلغت من رحمة وعفو فلن أستطيع أن أغفر..

كيف أغفر وأنا لا أجد عذر مقبول لكثير مما أجد من الناس، بل كيف أغفر لنفسي التي بين جنبي وأنا لا أجد لها عذر مقبول عندي!

الحمد لله أن له الأمر وهو الرحمن الرحيم مالك يوم الدين..

تسأليني ما بك!

أنا قلق.. قلق للغاية.. حائر ومشوش، لكني مازلت قابضا على يديكِ، ولا أنسى أنني عندما سقط في الظلام

وكنت خائفا جدا ووحيدا جدا ولا أدري أي طريق أسلك للخلاص ،

وعندما أغلق الجميع بوجهي الأبواب -وكان معهم الحق- أتيت أنتِ وقلت بصوت حانٍ:

“أنا هنا”

لم أكن أراكِ، لكن صوتك كان كافيا كي أطمئن، ليخلق شيئًا بداخلي يقول لي:

-“لست وحدك.. أحدهم يشاركك الشعور ويتفهم ما أنت به.”

حركت يدي في الظلام وتتبعت الدفء عندها تلاقينا، لم أركِ في النور قط ، ولم ترِني في الظلام قط،

أحببت فيكِ أنكِ الحياة، تقبعين في كل مكان في الكوكب.

ولقد كنت أحب الظلام، ربما لأنه في النور ستظهر ندوبي، حينها سيكون الحكم أني لا أليق بكِ،

فكثير من الناس لا تليق بهم الحياة، وأنت تسحبينني معكِ دائما نحو النور.

أخاف أن أخسر الحياة فالحياة جميلة ولو كانت في ظلام دامس،

لكنك تأتين وتقولين لي دائما أنه علينا أن نقبل الآخر ونمنحه فرصة أخرى.

وها أنا الآن في النور، أصلح ما أستطيع، أسعى لكي لا أخجل من نفسي،

لكي لا أسقط ولا أعود إلى الظلام مرة ثانية، أجاهد وفي الجهاد كبد وألم ومثابرة.

فكوني أنت ولا ترحلي، فرحيلك عودة للظلام ولا يوجد شعور أسوء من شعور السقوط في الظلام،

ولا أعتقد أنه يوجد أحد غيركِ يتقبلني ويمنحني فرصة أخرى حتى ولو كانت نفسي.

 

كيف أغفر وأنا لا أجد عذر مقبول لكثير مما أجد من الناس، بل كيف أغفر لنفسي التي بين جنبي وأنا لا أجد لها عذر مقبول عندي!

الحمد لله أن له الأمر وهو الرحمن الرحيم مالك يوم الدين..

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى