أدبي

وماذا بعد؟

وقت النشر : 2023/06/02 06:11:54 PM

وماذا بعد؟

كتبت: سلوى محمد علي 

لم يعد لدي صبر على بعض الأمور، ليس لأني أصبحت منهكة بحسب، لكن ببساطة لأني وصلت إلى نقطة من حياتي وصلت فيها للذروة، حيث لا أريد أن أضيع المزيد من الوقت مع من أو شئ لايروق لي.

لم يعد لدي صبر على الاستخفاف، أو الغباء أو الكذب أو النفاق أو على تحمل المصطلح الجديد المجاملة الزائفة من أجل متطلبات من أي نوع، لقد فقدت الرغبة في إرضاء الناس الذين لا يقدرون، وفقدت الصبر على تحمل المزيد من مقربين لايتفهمون.

لا أقوى على أن أهدي أية لحظة من عمري إلى أي شخص يتلون،  أو أي شخص يريد التلاعب متعمدًا، أو أن أتحمل من يعيشون في كوكب محاطون بنماذج تملأها الغطرسة الفارغة.

فأنا أؤمن بأن الله عز وجل يعطينا جميعًا أقدارًا نستطيع أن نتحملها ونقدر عليها مغلفة بالرحمة و العدالة و الإنصاف ، و لكننا عندما تدخلنا ووضعنا بصمتنا غيرنا من كل جميل مقصود إلى مسخ مكروه .

كان الأجدى بنا أن نلتزم بدورنا الإنساني، و لا نتقلد كل الأدوار الحاكم و المحكوم ، فلقد صنعنا بأيدينا آلهه و فراعين تصول و تجول و تصدر الأحكام، وتتحكم في مصائر الأجيال، وتوجه و تشوه العقول .

لم نعد نحتمل صراعات من بشر تريد أن تكون و تفرض وجهة نظرها ، لقد فرغ الصبر و زاد الحنين إلى مرحلة البدايات حيث البراءة و قلب غير محمل بالأوجاع .

هم لا يعرفون ما معنى أن تكون شخصًا يتجاوز كل شيء وهو صامت، يتجاوز ويتجاوز بكل هدوء حتى يعتقد من يراك أنك لم تتأثر أو تتعثر يومًا.

لا أحد سيعرف إلى أي مدى أنت متعب و مجهد ، فـظاهرك منظم متحمل وتفاصيلك الهادئة لا تشير بمقدار الوهن الذي تضمره ولأنك تبتسم كثيرًا لن يشعر بك أحد.

 لن يفهموك إلا إذا غربت شمسك و أصبحت ذكرى ، فأنت تتحدث عن عمر أجهدته بالكثير من المواقف و الحنين ، عن أمر قطعت فيه ملايين الأميال تفكيرًا ولم يمشوا فيه خطوة واحدة، لن يشعروا بك فأنت تشرح ما جال في قلبك كل ليلة ملايين المرات ولم يطرق قلبهم ليلة، ليس ذنبهم بل هي الهوة الواسعة بين التجربة والكلمات .

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى