حوار مع الكاتبة نورهان إسماعيل المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

حوار: آيات مصطفى

مرحبا بكم في حوار لتغطية معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، حيث نستضيف في هذا الحوار كاتبة شابة، تمتلك موهبة فذة وقلمًا رصينًا في مجال الأدب والفن. إنها الكاتبة الشابة والموهوبة “نورهان إسماعيل” ، التي تشارك بروايتين من إبداعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب ،سنتعرف في هذا الحوار على بعض من جوانب حياتها ومسيرتها الكتابية وتحدياتها وإنجازاتها. كما سنستمع إلى رؤيتها وتحليلها لبعض الظواهر والمشكلات التي تواجه الشباب والمجتمع في زمننا الحاضر. أرجو أن ينال هذا الحوار إعجابكم وأن يثري معارفكم ووجدانكم.

– بداية نرحب بضيفتنا الكاتبة  المتميزة ونود أن تحدثينا أكثر عن حياتك؟ و منذ متى بدأتِ الكتابة؟

شكرًا جزيلا لكِ وللمتابعين على إتاحة  هذه الفرصة الرائعة لي. أنا سعيدة جدًا بأن أكون هنا معكم.

أنا نورهان إسماعيل ،كاتبة مصرية شابة و بودكاستر، حاصلة على بكالوريوس علوم سياسية، أعمل مديرة حقوق ملكية فكرية في مجال الموسيقى والمحتوى الترفيهي الإلكتروني .

– من الذي اكتشف موهبة الكتابة لديكِ ؟

مدرسة اللغة الإنجليزية بالمدرسة و أبي وهم من دعموني لكتابة المزيد.

فقد بدأت كتابة في سن الثالثة عشر ونشرت أول رواياتي كرافتة و كعب في 2018 و بدأت بودكاست الجنس الآخر في  2023 لمحاولة توضيح الفرق بين الإناث والذكور في العلاقات في المجتمع المصري .

– علمنا أنكِ حاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية فما الذي ربط بين هذا وذاك؟

بما اني حصلت على العلوم السياسية ، فأنا أجيد التدقيق و البحث و بالتالي أحاول سرد تفاصيل أكثر عن الرواية أو الكتاب وأحب أن يكون دائمًا عملي مميزًا .

– ما هي الرسالة التي تريدين أن توصليها للقارئ من خلال روايتك؟ وهل تركت لديكِ أثر ؟

رواية شر الحليم هي نقطة تحول في شخصيتي ، فأنا دائمًا ما كنت شخصية حليمة و هادئة و لكن قررت التغيير، و أحب ما في تلك الرواية لقلبي هو تسلسل أحداثها و تعقدها مما سيجبر القارئ لقراءتها مجددًا لربط الأحداث .

– من هي دار النشر التي تبنت عملك الروائي ليلحق برِكاب العُرس الثقافي بمعرض القاهرة الدولي  للكتاب 2024؟

قارنت بين عدة دور ولكن وقع اختياري على دار الكاتب العربي لنشر كتابي الثاني معهم نظرًا لأنهم يساعدون عن طريق باقات في تسويق الكتاب و نشره بصورة لطيفة تتناسب مع احتياجي.

-بعد أن اجتزتي تجربة الكتابة والمشاركة بالمعارض بماذا تنصحين المبتدئين؟

أنصح أي شخص يبدأ … أن يعبر عن نفسه وشخصيته بعيدًا عن أي انتقادات ، فهناك دائمًا من يقرأ و يسمع لنا حتى إذا تخيلنا عكس ذلك، و هذا ما أثبتته لي الأيام بعد سنين من الكتابة.. ستفاجئك الأقدار

–هل كنتِ تتوقعين نجاح الروايات السابقة؟

رواياتي السابقة كرافتة و كعب ، ثورة القمر، عزيزي إلكسندر و حتى غرف حواء … لاقوا إعجاب الكثيرين من البنات و الصديقات. أما كتابي رحلتي للبحث عن أنيس كان يعجب دائمًا الأشخاص الأنضج سنًا نظرًا لأنه يتكلم عن موضوع نفسي خاص بالشعور بالوحدة .

-هل لكِ أن تذكري للمتابعين سابقة أعمالك وآخر أعمال لكِ مشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024؟

• كرافتة و كعب 2018 شارك في معرض الكتاب في 2019 و 2020

• رحلتي للبحث عن أنيس 2022 .. شارك في معرض 2022 و 2023

• ثورة القمر 2023 شارك في المعرض 2023 وشارك هذا العام أيضًأ 2024

• وآخر أعمالي وهي شر الحليم وطبعًا مشارك في المعرض أيضًا هذا العام 2024

-بعد تجربتك مع الطباعة والنشر بمعرض الكتاب هل تنصحي الشباب المبتدأ بطبع ما يكتبه أم ماذا يفعل؟

بالطبع على أي شخص يكتب أن يحاول ولو مرة طبع كتابه لأنه يحتاج أن يرى بعينه كتابه  مطبوعًا وله غلاف.. ويشارك بمعارض واحتفالات وإن كان عليه التأكد من عدم الإحباط نظرًا لأن طريق النشر طويل، و صعوبة الوصول لدار نشر مناسبة تساعد على التسويق و الانتشار قد تكون تحدي في البداية ولفترة.

-بما أنكِ شابة وكاتبة  ماهي الصعوبات التي واجهتيها لكي تكوني كاتبة محترفة؟

من صعوبات أن تكون كاتب هو الالتزام بكتابة قصة متكاملة و نهاية مقنعة لك ككاتب و للقارئ. و بالطبع أيضًا مشاكل التسويق و النشر التي تصيب الكثيرين بالاحباطات.

– كيف أثرت فيكِ الكتابة؟ وماذا تمثل لكِ ؟

الكتابة بالنسبة لي هي النفس الذي أتنفسه لأعبر عن كل ما أشعر به، وصديقتي و ونيستي الحقيقية في الترابط مع ذاتي والدخول في تفاصيلها.

-شخص اتخذتِه  قدوة في مجال الكتابة؟

الأديب الكبير يوسف السباعي ويوسف إدريس طالما أبهراني بكتابتهم بالإضافة لأبي ، فهو في المقام الأول الكاتب الكبير بالنسبة لي .

-من الذي  يدعمكِ في مشوارك الأدبي ؟وماذا تودي أن تقولي له من خلال حوارك معنا  ؟

أبي هو من  يدعمني دائمًا في كتاباتي  ، ثم أصدقاء مقربين يقرأون لي دائمًا و يطلبون مني مشاركة اعمالي معهم أول بأول .

و أحب أن أشكر كل من أثنى على كلماتي و قصصي… لطالما أردت  أن  ابهجكم، و أحب أن أخص بالشكر دكتور أحمد وهبة على دعمي في إتخاذ قرارات عديدة تخص التحول في كتاباتي و البودكاست بشكل خاص. 

-من واقع تجربتك ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتاب الشباب ؟

الكتاب الجدد يعوقها فرص التسويق و دور النشر التي لا تساعد المواهب للوصول إلى مستوى لائق تاركين الجميع لا يعرفون متطلبات الكتاب الصحيح والذي يتم قبوله من دور النشر الكبيرة .

-ما هي مقومات الكاتب الناجح من وجهة نظرك؟

الكاتب يجب أن يكون ملهمًا، له صوت حقيقي يروي به قصته ..

-يوجد جيل جديد من الكتَّاب وتوجد روايات كثيرة هذه الأيام، هل تعتبريها نقطة ضعف أم قوة؟

بالتأكيد نقطة قوة أن يزيد عدد الكتاب في عهد قد يقال إنه ليس للجميع حق الكلام، و إن كثرة الكلام تؤدي إلى تضاربات الرأي و شق الصف و تفتيت الأصوات وبالتالي تتوه الكلمات القوية وسط الضعيفة. فمن الجيد وجود عدد كبير من الكتاب الشباب في الساحة الأدبية للتنوع في الرأي وتحسين الأداء الأدبي .

–هل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد ؟

الموهبة تكفي ولكن يجب على الأقل طلب المساعدة للتأكد من مراجعة الكتاب والوصول لصياغة متكاملة.

-هل تعتقدي أن شخصية الكاتب يمكن للقارئ أن يكتشفها فيما بين سطور الكتابة؟

شخصية الكاتب قد تتعارض كلية مع ما يكتب، وقد تتفق، فبنات أفكار أي كاتب هي أما لتعبر عنه و عن مشاعره أو صراعه، وبالتالي فهي تدور حوله بصورة أو بأخرى حتى لو قرر التخفي وراء الكلمات و الخيال.

– ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

كل مبدع يتمنى متابعة أعماله و الدعم الدائم من محبين القراءة والمثقفين وأيضًأ في مجال البودكاست حيث إن النشر الصوتي له أيضًا مزايا في زيادة وعي الجمهور ممن يحبون الكتب الصوتية و الأعمال الفنية والإبداعات.

– ما هي الرسالة التي تريدي أن تنقليها للقراء من خلال أعمالك؟

رسالتي لأي قارئ هو حريته… حريته في اختيار ما يحب أن يقرأ … حريته في التخيل… حريته في اختيار شخصيات تليق به من خلال العمل. فأنا أسعى دائمًا لأن يكون القارئ حرًا في تخيل صورة ليست ما تملى عليه مني وبالتالي يندمج مع الأحداث و يحب الشخصيات أو يكرهها.. ويتأثر بكتاباتي.

– ما هي خططك المستقبلية في مجال الكتابة؟

لدي عدة أعمال مستقبلية منها كتاب تنمية ذاتية اسمه “وغربتي صاحبتي” ، و رواية جديدة مازالت حائرة في اسمها ، و موسم رابع للبودكاست تحت عنوان ” إحنا الإثنين”

– ما هو رأيك في معرض القاهرة الدولي للكتاب كمنصة للتواصل مع القراء والناشرين؟

لطالما كان معرض الكتاب الدولي حدث كبير للمصريين و لطالما كان مؤشر على مدى ثقافة الشعب المصري و محاولته دائمًا تطوير ذاته كما يسعدني دائمًا مشاركة الأجيال الجديدة فيه سواء من قراء أو كُتاب ومؤلفين.

– كيف تتعاملي مع الانتقادات والتعليقات التي تتلقيها على أسلوبك الأدبي ؟

أي انتقاد في أسلوبي الأدبي أخذه بعين الاعتبار طالما كان لخدمة العمل ، ولكن إذا كان انتقادًا لفكري الشخصي ، فعادة هذا يزيدني تمسكًا بفكرتي..

– ما هي القيمة الفنية والثقافية والاجتماعية التي تحملها أعمالك الأدبية؟

القيمة التي تقدمها أعمالي دائمًا هي قيمة تطوير الذات و تمكين الفتاة حيث أغلب كتاباتي ذات بطولات نسائية تدعم الفتاة في إتخاذ قرارات من أجل تطوير ذاتها.

في الختام ، نتوجه بالشكر للكاتبة الشابة أ.نورهان إسماعيل على وقتها وتفاعلها مع أسئلتنا. كان لقاء مثيرًا وملهمًا، وقد تعرفنا على رؤية فريدة ومبدعة من خلال أعمالها الأدبية. نتمنى لكي مزيدًا من النجاح والإبداع في مسيرتك الأدبية، ونتطلع إلى قراءة المزيد من أعمالك في المستقبل.

و أود أن أشكرك كثيرًا على هذا الحوار المثير والملهم. فلقد كان من دواعي سروري التحدث معك والاستماع إلى تجاربك وآرائك ككاتبة شابة موهوبة. أتمنى لك كل التوفيق في مسيرتك الأدبية وأن تستمري في إثراء العالم بأفكارك وقصصك الرائعة. و نتطلع لمزيد من إصداراتك ونأمل أن نلتقي مجدداً في المستقبل. شكراً لكي مرة أخرى .