أدبيمقالات متنوعة

سقط القناع

وقت النشر : 2024/02/24 09:28:30 PM

سقط القناع

بقلم: فاطمة البسريني

فرح وبهجة، لقاء جديد، غموض لذيذ بين شخصين غريبين في الجو، تلك اللحظة هي التي تثيرني، حيث لا شئ جيد، ولا شئ سئ بعد، إنه اكتشاف ودهشة فقط.
ربما هذا اللقاء قد يغير حياتك، أو ربما قد يكون مجرد لقاء عابر من اللقاءات التي تصادفك في حياتك.

أحب ذلك الشعور بالغرابة والفضول الذي يكتنف الموقف ولا أريد أن أفقده، لكنني في نفس الوقت أخشى أن أقذف بقوى غريبة إلى المجهول واللاشئ، لذلك رغبتي شديدة وملحة في أن أقبض على ذلك الشعور إلى ما لا نهاية.

أحس بالراحة التامة مادام ذلك الشعور بالانبهار يسكنني، لكن متى ضاع مني، يقتلني الملل والقنوط ، فتصبح لدي رغبة كبيرة للقفز في الفراغ أو وضع حبل ما حول عنقي، أو أن أرمي نفسي إلى عرض البحر أو أن أقطع شرايين معصمي.
تصبح لدي رغبة عارمة أن أضع رصاصة داخل رأسي، لو كان لدي مسدس !.

ــ أنظر إلي ، أدهشني ، فاجئني ، حافظ على ذلك الشعور بالانبهار حولنا، لا تحطم نفسي بصمتك الطويل .
تجيبني :
ـــ نحن نتقبل الحياة كما تأتي.
وأفترض أن الموت هو أسوأ شئ قد يحصل لنا.
وأنا أنصت إليك، حاولت أن أظل قوية لأطول فترة ممكنة قبل أن أنهار.
ذهبت النجوم، أطفأت النار، أسقطت القناع عن ظلام نفسك الحالك اللانهائي، وأنا فقدت الشعور بدهشة الحب.
لا أستوعب لماذا جسدي يحاول باستماتة أن يضر بروحي، بينما روحي تضر نفسها دون حاجة لمساهمة جسدي في ذلك.
تؤكد لي:
ــ لا تتوهين في المشاعر، الحياة مرتبطة فقط بجسدنا، أعرف أن كلامي يفاجؤك لكن الحقيقة تجرح.
وتضيف:
ــ ليس الناس من يتغيرون، لكن الأقنعة هي التي تسقط، لأنك خدعت، انبهرت في بداية الأمر، تحسين بالوجع، ولكنه هو نفس الوجع، ما يفتح عينيك على أشياء، كنت لا ترينها ويجعلك تعودين إلى رشدك.
ـــ رشدي ؟!
ـ ليس هناك معجزة، لن أسمع صوت المنطق والعقل ، لأنني أعرف أنني سأفعل العكس تمامًا.

زر الذهاب إلى الأعلى