أدبيمقالات متنوعة

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2024/05/04 09:17:21 PM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

عالمي الكامن بين أضلعي
انتظرتك طويلا…
وكما أتيت بدون ترتيب… رحلت فجأة
وعدت لوحدتي من جديد
رافقتني فيها شهور تلتها شهور
وصاحبتني ليالٍ طوال التهمها النهار بحرارة شمسه

طال صبري حتى شابت الآمال على أعتاب الواقع
فقمت أبحث عنك
لملمت قصاصات الأمل من حولي ووليت وجهي شطر عينيك وأينما حلت حللت
نثرت رماد أحلامي على شواطئ الذكريات
فرسمت مشاهدنا العذبة سويًا مواسمًا لم يكن بها سوى فصل الربيع

لفظت الصيف بجفافه
والخريف بعبوسه
والشتاء بوحشة ليله
وارتديت ثوب الربيع وتجملت ببديع زهوره
جلست بين الفراشات أتبادل معهم الألوان
تقبل بشرتي بأهدابها فتدغدغني..
وأبتسم لها من أجل المزيد

التقط قضمة لذيذة من سحابة مرت حجبت الشمس عني
فنادت لي الشمس راجية أن أدع حرارتها تمس وجنتي الورديتين… فاستقبلتها بوداعة وهدوء
نهضت أختال بخطوتي وتنورتي الزاهية
وبسمتي تزين ملامحي وجدائل شعري تتطاير من حولي
ومن بستان لبستان تنفلت
أقطف منهم في سلتي ما استطعت من حلو الأيام
وبجعبتي رذاذًا سحريا أنثره فتصير الفسائل سنديانا عتيقا في لحظات

وزعت السحر والخيال أينما حللت ولم يكن لي نصيب من أي منهما
وسرت….
سرت حتى أنهكني المسير
طال الطريق
زفرت اليأس لأتنشق المزيد من الإقدام
وفي خضم حماستي لم أنتبه أنني صرت وحدي
صرت بلا وطن
لا طريق ورائي لأعود منه
ولا سبيل أمامي إلا إكمال البحث عنك

خفق قلبي متوجعا
لمَ لم تنهب الأرض بحثا عني مثلما أفعل!
لمَ لم تحبني كما أحببتك!
لمَ لم تعد تزور مشاهد أحلامي!
لمَ لم أعد أنا.. أنا!
ولمَ مازلت أنت.. أنت!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى