أدبيمقالات متنوعة

رؤية نقدية بقلم: محمود عوينات

"تحليل قصيدة فى عينها مئذنة للشاعر علي عمران"

وقت النشر : 2024/09/01 09:04:36 PM

رؤية نقدية

“تحليل قصيدة فى عينها مئذنة للشاعر علي عمران”

بقلم: محمود عوينات

القصيدة:

في عينِها مِئذنَةٌ
في ثغرِها مَقَـامْ

في صَدرِها بَيادِرٌ
يَقصُدُها الحَمَامْ

في شَعرِها سَنابِلٌ
تُهَـدهِدُ الغَمـامْ

في خصرِها بُحيرَةٌ
للبطِّ والنَّعـامْ

ألقَتْ إليَّ نظرةً
فقُلتُ: يا سَلامْ

في أعيُنٍ تلألَأََتٔ
كالمسجِدِ الحَرَام

في كُلِّ لمحَةٍ تُرَى
مَصارِعُ الغُـلام

في أعيُنٍ تُعصَرُ من
لُؤلُؤِها المُدَام

النورُ حولَ كُحلِها
يستَمْلِحُ الظَّـلامْ

والأُقحـوانُ ساهِـرٌ
في شُرفةِ الغرَامْ

مَنْ عاشَ قُربَ حُسنِها
فَـنَومُهُ حَرَام
………..

التحليل:

الغزل كما يجب أن يكون من الجمال والطهر والوصف نقديًا..

البداية من العنوان العين وبريق الجمال، كأنَّها مئذنة تنشر أذان الجمال في صورة حسية معبرة وروحانية صوفية، ثم الثغر الجميل وكأنَّهُ مقامٌ رفيعُ القدرِ للإيحاء بالقداسة.

بداية وصفية غزلية من الوجه دلالة العنوان والنبراس، ثم ينتقل إلى الصدر الذي يمثل بيادر يسكن فيه الحمام الدال على السلام والأمان؛ اتساع يمثل الأمان والدفء، واستخدام “في” للدلالة على الاتساع والرحب ..

ثم الشَّعر المنسدل وكأنَّهُ سنابلٌ تهدهد الغمامَ فى تأثيرٍ عكسي؛ لأن الغمام هو الذي يهدهد السنابل مما يمثل الحركة، ثم انتقال للخصر الذي يمثل بحيرة للبط والنعام فى بياض اللون ومدى الاتساع.. تصوير مبتكر فى الشِّعرِ دلالة التميز.

ثم ينتقل من الوصف الحسي إلى المعنوى بالنظرة التى تمثل دهشة وإعجاب يمثل سلامًا منفردًا، ثم المقلة والعين الطاهرة كالمسجدِ الحرام التى تمثل قبلةً ومذهبًا وثلاث فى صورة تمثل التدين والصوفية القوية.

ثم النور الذي يمثل كحلًا خاصًا يمحو الظلام، كحلًا منيرًا في اتجاه يمحو الظلام بمفارقة تمثل ابتكارًا فنيًا، لأن الكحل أسود اللون أصبح نورًا شديدًا..

ثم ينتشر زهر الأقحوان ساهرًا من الغرام فى تصوير دال على مدى التأثير الشديد حتى على الزهور، فينمو الحدث وتتطور معالمه حتى تأتي الفتوى بحرمانية النوم مع هذا الحسن والجمال …

القصيدة تمثل لوحة فنية تشارك فيها الألوان والحركة والصوت لتعطي تنسيقًا جميلًا دقيقًا للمرأة.

الوزن يفكر مع الشاعر فاختار مجزوء الرجز بتفعيلاته السريعة التي تناسب إيقاع الوصف الراقص للغزل .
ثم القافية المنتهية بالألف والميم الساكنة تمثل امتداد الأثر وقوة السهام الموجهة من الموصوف..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى