نورٌ أنا حرةٌ بين العفيفات
أختال كالظبي أزهو في مسرّاتي
مثل المليكة في أبهى محاسِنها
يحفّها النور ما بين الوصيفات
أردد الشعر في أرجاء مملكتي
ليقرأ العاذل الصادي كتاباتي
البدر يرنو إلى وجهي بِهالتِه
والشمس تُخفي شعاعًا خلف مرآتي
نورٌ أنا وحفيفُ الزهر عانقني
كأنه عاشقي ردّ ابتساماتي
يا من تشمّتُني لمّا كتبتُ غدي
إني قرأتُ مع الأشعار أوقاتي
ترددت في سماء الكون أغنيتي
ليفهم الطيرُ ما توحيه أبياتي
لمّا عشقتُ حبيبًا من ثرى وطني
تاه الحنان وذابت فيه أشتاتي
فيضٌ من الودّ أحيانا وأسعدنا
يا رب بارك لنا في عُمرنا الآتي
التحليل
أمل كريم وسوف
الاعتزاز والثقة .. غزل ووصف
نقديًا؛ البداية بالوصف والقصر، نور أنا ثم الوصف بحرة بين العفيفات .. براعة استهلالية وصفية تعدد مزايا انفرادية يترتب عليها اختيال وزهو كأنها ظبية فرحة تسري، تصوير معبر دال على الحرية والرشاقة والجمال..
ثم تواصل الوصف بملكة جميلة حولها الوصيفات فى مملكة النور والشعر، تردد الشعر فتروي العطشان وتسقي الصادي؛
تطورات فعلية لأوصاف معنوية بصيغة المضارع لاستمرار الحدث وتجدده..
ثم يعلو النسق وتزداد إيقاع الأبيات بالعلو إلى السماء حيث البدر والقمر اللذان يرنوان نحوها يستمدان النور والضياء من جمالها الأخاذ وكأنها تبسط النور على الكون فى دلال.
ثم يأتى الدور على الطبيعة بأزهارها وورودها التي تعانقها في صورة العاشق الولهان الذي يستمد الابتسام والحياة منها، ثم تتحول في صيغة نداء إلى كل عازل للتنبيه وإظهار الحقيقة أنَّ شعرها هو حياتها ورسالتها التي تتردد فى السماء فتملأ الكون بهجة وسعادة وتغدو الطير بأجمل الألحان؛ تأثير كبير فى كل شيء من جوانب الطبيعة..
ثم توضح سبب هذا الجمال والتأثير من جراء عشقها لابن وطنها الذى أعطاها التأثير واستغرقت فيه، وهذا يبين أثر الحب فى تحول الحياة.. ثم الختام بالدعاء والبركة..
الأبيات بها ثقة واعتزاز وأمل، الأسلوب خبري يناسب التقرير والوصف، ثم الوزن من بحر البسيط بتفعيلاته مستفعلن فعلن ليناسب بساطة الحياة بتأثيرها فيها، والقافية المنتهية بتي الممدودة تبين مدى تأثيرها فى غيرها والكون..
