وهو عليَّ هين
بقلم: مريم خالد
الأيام العجاف آن لها أن ترحل، ستزهر الوردة من جديد وتشرق المسرات علي ضفاف القلوب، والأعين ستغفو قريرة بما ترجو، آن أوان تحليق الأرواح بين غيمات فرح لا حزن فيها ولا كَدَر، ستتحول تلك الصحراء الجرداء إلى مروجٍ خضراء يومًا، سيأتي ربيع القلوب لا محالة.
غدًا سيصبح الفؤاد مفعمًا بالحياة بعد أن كانت غائبة عنه، غدًا سيُقبل الفجر فشرِّعوا النوافذ لنرى ضوءه كالفلق، غدًا تتراقص الأرواح على أوتار الأمل، وتتهافت فراشات الفرح في سماء القلوب لتُعلن عن قدوم عهدٍ جديدٍ وأرواح أخرى، غدًا تكسر قيود الصمت، وتتناغم الألسنة بعذب الكلام، وتُنسى آهات القلب، وتُروى بفيضٍ من الود، ويُمحى دمع الأعين، وتفنى برودة الأبدان، غدًا ينتظرنا طوفان خير، فهلموا لنصنع قوارب الأمل استعدادًا له. إنَّ غدًا لناظره قريب..
خاطب جنود الأحزان قائلًا: كلا إن معي ربي سيهدين، سر بمعية الله ولا تلتفت لأهوال الحاضر، توكأ على عصا اليقين وحسن الظن بالله، ألم يقل ربك: {أنَا عِند حُسن ظَنيِ عَبدي بيِ فليظُن عَبدي بي مَاشاء إِن كَان خيرًا فهو له، وإنْ كٙان شٓرًا فٙعلٙيه}
بَالِغ في حُسنِ ظنِّكَ بِاللَّه، فإنّ جَزاءَ حُسنِ الظّنِ أن تَنال مَا ظَنَنْت.
وهو عليَّ هين.