أدبي

ليتني كنت معهم

وقت النشر : 2021/12/13 10:42:26 AM

ليتني كنت معهم

بقلم: أسماء فاروق نجم

 

بعضهن

ذات صلة

من أحلام

ست الحزن والجمال

إلى من يهمه الأمر،

للأسف لن أستطيع توجيه التحية، فالأمر يستحق الرثاء.

 

اقتربت من محادثة مشتعلة يتخللها بكاء غاضب وصراخ مكتوم، كانت إحداهما تربت على كتف الأخرى وتقول: “مهما حدث هي أختك، والأخوة لا تفصم” قاطعتها الباكية بغضب: ” أختي؟! لقد كنت ظلا لها منذ الصغر، هي الكبرى فلها كل شيء، أمي كانت تحبها أكثر مني بمراحل وتقارنني دائما بها وكذلك أبي، أصبحت أفعل أي شيء لأكون مختلفة عنها، حتى عندما أحببت جارنا المهندس البسيط الحال وأحسست أنه يبادلني العاطفة، بمجرد ملاحظاتها لاهتمامي به ذهبت لأمي وأخبرتها أنها هي من تميل إليه وحثت أمي أن تتقرب من أمه وتمهد لها أنه إذا أراد الارتباط فالباب مفتوح على آخره له، وطبعا استجابت أمي وأمه وهو أيضا – للأسف- لأنها تفوقني جمالا، لقد كان لديها كل شيء، ولكنها أبدا لم تكتفِ، كان أي شيء أكاد أحصل عليه ترى أنها أحق به وأولى، أتعرفين ما سبب طلاقي من زوجي والذي لم أستطع أن أخبر به أحدا؟! لقد راسلته عبر حساب زائف على الفيسبوك وأوقعته في حبالها، وأثبتت عليه بالأدلة أنه يحب تلك الشخصية الزائفة التي انتحلتها، ثم أرسلت إحدى صديقاتها لتشككني في زوجي حتى اكتشفت خيانته وطلقت منه، لقد كانت بذلك الوقت تظهر لي أقصى قدر من التعاطف، وبعد مرور عامين اختلفت هي وتلك الصديقة فوجدت صديقتها تتصل بي لتروي لي كل ما حدث، لكن من سيصدقني أنا ويكذب الكبرى العاقلة، الناجحة، العطوفة؟ لقد فاض الكيل بي.

عندما حاول أحدهم أن يتقرب لي، وعلمت هي بما قد بدأ بينه وبيني أرادت تكرار التجربة كما فعلت مع طليقي، لكنني عرفت مبكرا بخطتها عندما أتى لي حبيبي بالمحادثات التي تصله وتحاول الإيقاع به.

لا مفر، لقد حان وقت رد العدوان والانتقام، انتظرت حتى أتت يوما لتبيت ببيت العائلة لدينا، وكنت قد أحضرت مسحوقا بدون طعم أو رائحة، لكنه يسبب التسمم الجزئي وهي حامل بولدها الثالث من زوجها الطيب، وضعت لها المسحوق لمدة ثلاثة أيام بالطعام والشراب، بدأ المغص عندها يشتد والنزيف أنذر بالإجهاض”

 

هنا شهقت بصيحة مكتومة من كانت تحكي لها، فأكملت الباكية بابتسامة تشفي: “نعم لقد تسببت في إجهاض طفلها، بل واضطر الأطباء لاستئصال الرحم.

كنت معها أشد من أزرها، وبمجرد إفاقتها مما اعتراها اتهمتني بأني السبب فيما تعرضت له.

كنت قد أعددت كل شيء، تظاهرت بالصراخ والإنكار وذرفت من الدموع أنهارا، ثم انهرت على الأرض ساقطة فاقدة للوعي، أفقت لأجد نفسي هنا، لقد قال الأطباء إنني بحاجة للعلاج والمراقبة لمدة ثلاثة أشهر، كل هذا منها تلك الشريرة، لقد حرمتني من حياتي والآن لا أستطيع التواصل مع حبيبي، لم ولن أكره مثل تلك الأخت بالاسم فقط، لكنني على الأقل انتقمت لنفسي ولو قليلا”

 

وهنا توقفت عن الكلام، ابتعدت عنهما وأنا في قمة الحزن والغضب وأدمعي تتساقط رغما عني، حيوات متعددة دمرت بسبب وهم في ذهن طفلة نمته أسرتها بالتربية الخاطئة فعظَّمت غرورا في نفس الكبرى واضطهادا في نفس الصغرى والنهاية… كره ودمار وأذى لكلتيهما ومن حولهما.

زر الذهاب إلى الأعلى