أدبي

احكي يا شهرزاد

الجزء الثاني

وقت النشر : 2021/12/19 11:11:12 AM

احكي يا شهرزاد
بقلم: أميرة علي

أعلمُ أني تأخرتُ أعزائي
فالتمسوا العذرَ لي أحبائي
ودون أن نطيل
دعونا نستهلُّ حديثَنا بالصلاةِ على الحبيب
أشرف الخلقِ والمرسلين
محمد بن عبد الله الصادق الأمين
توقفنا عندما رأتْ أميرتُنا جسدَ فتانا مُلقى بإهمال
بين الأشجارِ والأزهار
وبعد وقتٍ ليس بقليل
جلست الأميرةُ بجانبِ فتانا العليل
وبذهنِها تساؤلات
منزوعةَ الإجابات
وبينما تتأملُ بملامحه
وهي مدهوشة بوسامته
يفتحُ عينيه مزامنةً لقول آه
وعيناهْ تدورُ بكل اتجاه
فإذا بنظرهِ يرتكز
على فاتنةٍ تجلس
بجوارهِ على حافةِ السرير
ذي الفرشِ الوثير
فيحدثُ نفسَهُ قائلاً
إذن أنتِ من عليها العينِ والنية
حقا تستحقين ما أُعانيه من أوجاع
فأنتِ طريقي للعيشةِ الهنية
وفي الحال قبل أن يجعلَ لفضولِها مجالا للسؤال
بدأَ بالمنازعه
وأداءِ دورِ العليل
ببراعةٍ رائعة
وأخذتْ أميرتُنا تتلهف
وتتلفتْ لعلها تجد من يجعلُ روعهُ يهدأ
فناولتْهُ شربة ماءٍ عذبة
تُساعدُ على زوالِ هذهِ الغصة
وبعد أن هدأَ لهاثه
وجدتْ إجابة السؤال على طرفِ لسانهْ
فبدأَ يقص عليها ما حدثَ وصار
وغزلَ روايةً بها ألغاز وأسرار
عن أنهُ رحال مع جماعةٍ تهوى الترحال
وقد هجمَ عليهم قطاع طرق
هدفهم السرقة والنهب بشتى الطرق
وبعد شجارٍ وصراع
تفرقتْ جمعتُهم
وتشتت لمتُهم
وأُصيبَ هو بجرحٍ بليغ
وظل يُعاني
ويتحاملُ على الألمِ الدامي
إلى أن فقدَ وعيه أثناء سيره
ولم يعد يُدركُ إلى أين أخذتهُ قدماه؟
وإلى أين كان مرساه؟
فترقرقتْ الدموعُ بعينيها
رأفةً بحاله
مواساةً على مآله
وخفقَ قلبُها شفقةً لما كان له من مصاعبٍ بترحاله

وإلى هنا أدركني الصباح
ولا بد لي من السكوتِ عن الكلام المباح
والغدِ موعدنا يا أحباء
فلقد أذن الديك وصاح.. 

احكي يا شهرزاد.

ذات صلة

الجزء الثالث والأخير تجدونه  هنا

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى