أدبي

الوصية

وقت النشر : 2022/04/27 02:33:58 AM

الوصية

بقلم: مصطفى نصر

طال أمد الهجر بينهما بدون سبب قوي كالعادة، حتى ظنَّ أن حبال الوصل بينهما قد انصرمت،

لكنه ما إن قابل الحبيبة ساعة صدفةٍ أجمل من ألف ميعاد، حتى أحسَّ بأن ضرام الحب ما يزال حيا يشتعل،

بأمارة أنه قد فوجىء بشوق كبير نطقت به عيناها رغم تعطل لغة الكلام، ورعشة خفيفة تسري في يديها،

وبسمة حانية كست خديها، وتلألأت على وجهها الصبوح مع ذلك التلويح من يديها وتورد خديها.

حسنًا، قبل أن أقع مرة أخرى في فخ هذه الابتسامة المخادعة التي كست خديها، قلت لقلبي بصوت مسموع: هل نسيت الوصية؟

فلنكن واضحين، تعاهدنا أنا وأنت على لاءات ثلاث: لن نضعف، لن نستسلم، ولن نعود لمصيدة هذه الصائدة الماكرة مرة أخرى مهما كانت الظروف.

ما بالك أيها القلب الجبان بدأت بالخفقان!! ألم أوصك ألا تحن إليها مرة أخرى، ألم تعاهدني بأن لا تضعف؟!

هل نسيت أنك قلت لي أكثر من مرة “سنعيش بسلام أكبر بدونها” ألم تقل أمام الملأ “فلتذهب إلى الجحيم” هل ستشمت بي الأعداء أيها اللئيم،

هل ستعيدنا مرة أخرى إلى المربع الأول، لماذا نسهر أنا وأنت وحدنا والناس نيام، لماذا نكتئب ونشقى والعالم من حولنا يفيض فرحا وجمالا وإشراقا،

ألم تقل لي “سوف أكون قاسيًا في المرة القادمة، وسأقول لا بالفم المليان؟!

أصمَّ القلب أذنيه، وضع أصابعه على آذانه، بدأ يرفع صوته أكثر فأكثر لكي لا يسمع ما أقول،

يردد مقطعا ينطلق مع صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وهي تدندن بصوتها الشجي على مقام الصبا الساحر المليء بالشجن:

وقابلته

نسيت إني خاصمته

ونسيت الليل اللي سهرته

ما أعرفش إزاي انا كلمته

بينما. كذلك ثم بينمابينما. كذلك ثم بينما

الوصية
الوصية

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى