أدبي

خارج الحياة..داخل الموت

وقت النشر : 2022/05/29 09:29:30 AM

خارج الحياة..داخل الموت

بقلم: إدريس سراج

 

مد يدك لأهبك موتا

خارج الموت

لترى أباك ينتفض

من غبار عظامه

لترى حفيدك يكبر

و لا يعرف شكلك

 

مدَ يدك ..

لأصفع بك الريح

أنت هنا وهناك

ولا يعلم بك إلاي

 

مد يدك ..

لتتحسس جلد من سبقوك إليّ

أعزاؤك الذين مروا من هنا

سأعد لك وليمة حزن

كي تشتعل الحروف

وأعد لك الصور حطبا للكلمات

 

مد يدك ..

لا ترهقني

أنت آتٍ إلي لا محالة

خذ نفسا..ثم مد يدك

لتتلمس جراحك

القديمة والآتية

سأهبك دمعة

طالما اشتهيتها

كي يلتهب حلمك

كَي تكتب عن الفرح العابر

والحزن الغائر

وعن ذاكرة الأميرة

وعَنْ رعب النجوم من نور قلبك

وعن المارين بسماء عينيك

 

مدَ يدك ..

لتلحق بأحبائك دون وجل

وتحلق روحك فوق رياضي

وتكنس الذاكرة

العابثين بالذاكرة

 

مد يدك ..

لأصطحبك إلى نوري

لتقبس منه شمعة لِما تبقّى

من لياليك المنفلتة

مِنْ زحام اليوم

ونباح الشاردة و الواردة

خارج الحياة

فوق صدر الموت

انتفض..ثم انتصر لخوفك

 

مُد يدك ..

لأندلس تحت ركام روحك

ومدَ يدك

لما قد يصيب المكان

من تجعد الكلام

ومد يدك لياسمين بيتك القديم

 

لك ما ليس لَك

لك روح تتسرب

بين أنامل التعب

لَك أميرات في حجر حلمك

كبرن..صرن حمامات

يسُرن بهديلهن

ضريح الغياب

 

لك ما ليس لك

لكَ عنب الليلة الأخيرة

لك سماء الأغنيات

لَكَ ما تبقى لك

من الحياة التي ليست لك

لك خريف العمر وشطحاته

مد يدك إذن

ولا تسعف قلبك الضعيف

حين يحن أو يجن

وتقدم صوب الريح

واحيَ كما لم تشأ

ومت كما شاءوا

واكتب وصاياك مرة أخرى

وابصم بدمك حروفك المنسية

وانسج لخبلك مهدا

أو لحدا لتصونه منك

 

ولدت في حضن من تنتعش

بدم صغارها

وتهاوت حين صدقت رغدها

وحدكَ تكابد الحلم

وَحدهم ينتشون بالغياب

وحدهُمْ ينتصرون للغياب

وحْدَك الماء ..

وحدك والمدى..

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى