مقالات متنوعة

صفحة من حياة شهيد

وقت النشر : 2022/06/07 06:39:23 PM

بقلم: صفا عبد النعيم

“على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا اسم مصر عندي أحب وأجمل الأشياء ”

حقا كم هي رائعة كلمات الراحل “صلاح جاهين” والذي تغنى بها حبا في وطننا الحبيب، فعبر بها عما بداخلنا جميعا تجاه مصر، وطننا الغالي الذي نحن دوما على استعداد أن نفديه بأرواحنا ونروي ترابه الثمين بدمائنا.

تضحيات وبطولات

عبر سنوات وعقود ودهور توالت على مصر أزمان تجلت فيها عظمتها وتلألأت فيها درر قلوب محبيها الصادقين الذين ضحوا من أجلها بكل غالٍ ونفيس، ولهذا ارتأيت أن ألقي ولو ضوءًا بسيطا على كتاب التاريخ العريق الزاخر بحكايات سطرت بفخر على جبين الوطن، وسأنقل عبر سلسلة مقالاتي بعض هذه الصفحات من بطولات الشهداء لقلوب القراء حتى نتشارك مشاعر الفخر بعظمة الأرض وعظمة من عاشوا بها عبر صفحاتنا ” صفحة من حيات شهيد “.

بداية الصفحات

نبدأ أولى صفحاتنا اليوم مع الشهيد البطل مقدم مهندس أيمن عبد الحميد كتات، ولد يوم 22/6/1984 بمدينة الطائف بالسعودية، أمضى طفولته وتعليمه الأساسي بالسعودية، ثم حصل على الشهادة الإعدادية من مدرسة القومية بالإسكندرية.

سطور من حياته العسكرية

التحق بمدرسة العباسية العسكرية وحصل على الثانوية العامة بتفوق، ثم التحق بكلية الهندسة وتقدم لاختبارات الكليات العسكرية، حتى وفق لدخول الكلية الفنية العسكرية عام 2001، فترك كلية الهندسة حبا للحياة العسكرية، وتخرج منها عام 2006 في الدفعة ال43 فنية عسكريه برتبة ملازم أول سلاح مهندسين عسكريين، حيث عمل عند التخرج بالجيش الثالث الميداني بالسويس، ثم انتقل إلى العمل بالجيش الثاني لواء كباري بالإسماعيلية برتبة نقيب ثم إلى الواحات ورقي إلى رتبة رائد.

بطولات بارزة

شارك في تأمين البلاد أثناء أحداث 2011، وأثناء إجازته اندلعت مظاهرات بالإسكندرية عند منطقة سكنه، فنزل للتأمين علما أنه كان في فترة إجازته، فقطع الإجازة لحماية الوطن والمواطنين وأرواح الجميع، ولم يبالي بما يحدث له وعاد إلى العمل بسيناء 2015، وظل يعمل بها لمدة عامين بقلب قوي شجاع لا يهاب الموت، ويسبقه إيمانه بالله في كل عمله.

شارك أيضا في أعمال حفر قناة السويس، وشارك في عمليات البحث عن الطائرة الروسية، وشارك في هدم كثير من الأنفاق، شارك أيضا في تطهير جبل الحلال، وفي إبطال كثير من المفرقعات بحكم عمله حيث أنه حصل على دورة مفرقعات ودورة غطس ومظلات.

رقي إلى كبير مهندسي الفرقة الرابعة، ورئيس عمليات اللواء 116 بوسط سيناء. كان من ضمن قوات التدخل السريع، وكان محبا لعمله وزملائه مؤدٍ لصلاته، حافظا لكتاب الله، على خلق طيب، كريم في تعامله مع الكبير والصغير، بدون تعالٍ أو تكبر.

شهادة بطل

الشهيد متزوج ولديه طفل لم يفرح به حيث اغتالته يد الغدر والخسة يوم 27/1/2017 الموافق الجمعة بين صلاتي المغرب والعشاء، وبعد قيامه بأداء مهمة إنسانية لتوصيل إمداد إلى زملائه العزل بمنطقة جبل الحلال، حيث كانت الأحداث مشتعلة، لم يهب الموت ولم يفكر إلا فى مساعده زملائه لتوصيل الإمداد لهم لتمكنهم من الصمود فى مواجهة أعداء الوطن، وأثناء عودته انفجرت المدرعة التي كان يستقلها هو والنقيب عمرو خالد وعسكريين آخرين، وفاضت روحهما إلى ربهما، لتطوى معه أول صفحة من صفحات قصة بطلنا الشهيد.

بطولات خلدها التاريخ

وتتوالى البطولات بدون انتظار أي مقابل فقط بدافع الحب والغيرة والدفاع عن الأرض والتضحية بالروح من أجل الوطن، فكم من شهيد روت دماؤه رمال وتراب الوطن واختلطت بدماء المصريين المدافعين عن وطنهم! وكم من جنازة شهيد اختلطت فيها مشاعر الفرح لنيل الشهادة، والحزن من آلام للفراق! كم من أم اعتصر قلبها على ولدها وودعته! وكم من ابن ودعه أبوه! وكم من أخ ودع أخاه! وبالرغم من ألم الفراق إلا أنهم يعيشون بفخر وعزة نيل شرف الشهادة، فهنيئًا لهم الشهادة التي ستظل شرف وفخر لنا جميعا.

زر الذهاب إلى الأعلى