شق صدرها كل حرف خرج بزفراتها وغيمت السماء بضبابها حين كانت تحترق..
تركتها له، علها تزهر روحه حين يقرأ ويعي كم كانت تقتلها، تركتها لعلها تُحيي فيه الشعور بينما هي كانت تحتضر..
تركت حروفا صادقة قتلت فيها حب السنين..
تحدث نفسها: عله الآن أفضل وأسعد، عل روحه تنعم بما كان يلهث وراءه بعدما تركته دون رجعة..
أكان يعلم أني كالجواد أبية، لن أرضى لروحي أن تذل وأن يزهقها بنزواته ولن أرضى بإراقة دمي الحر في كل حين..
هنيئا له صنعه و هنيئا له ما اختار..
بعد مدة تذكرها وتذكر أنها تركت له رسالة لم يكن حتى مهتما بها كي يقرأها، يا لقسوة قلبه وتبلد شعوره تجاهها..
فتح رسالتها أخيرا..
لم يجد منها سوى ريح دموعها وبضع كلمات..
“تعلم كم كنت أحبك حد الجنون والموت وكم أخلصت لك، نعم تركتك و أتمنى أن تسعد ويملأ قلبك حب مثل حبي، إن مثله وجدت، الآن أدعو الله أن ينزعك مني ويشفيني من مرضي وهوسي بك، حين تقرأ حروفي اعلم أني أصبحت أفضل منك وسيبقى الويل والعذاب لك أنت..