أدبي

رسائل لم تصل بعد

وقت النشر : 2022/07/22 09:29:02 PM

رسائل لم تصل بعد

بقلم: حنان أبو زيد

آخر رسائلها قدّت من روح أهلكها الألم و الأنين،

شق صدرها كل حرف خرج بزفراتها وغيمت السماء بضبابها حين كانت تحترق..

تركتها له، علها تزهر روحه حين يقرأ ويعي كم كانت تقتلها، تركتها لعلها تُحيي فيه الشعور بينما هي كانت تحتضر..

تركت حروفا صادقة قتلت فيها حب السنين..

تحدث نفسها: عله الآن أفضل وأسعد، عل روحه تنعم بما كان يلهث وراءه بعدما تركته دون رجعة..

أكان يعلم أني كالجواد أبية، لن أرضى لروحي أن تذل وأن يزهقها بنزواته ولن أرضى بإراقة دمي الحر في كل حين..

هنيئا له صنعه و هنيئا له ما اختار..

بعد مدة تذكرها وتذكر أنها تركت له رسالة لم يكن حتى مهتما بها كي يقرأها، يا لقسوة قلبه وتبلد شعوره تجاهها..

فتح رسالتها أخيرا..

لم يجد منها سوى ريح دموعها وبضع كلمات..

“تعلم كم كنت أحبك حد الجنون والموت وكم أخلصت لك، نعم تركتك و أتمنى أن تسعد ويملأ قلبك حب مثل حبي، إن مثله وجدت، الآن أدعو الله أن ينزعك مني ويشفيني من مرضي وهوسي بك، حين تقرأ حروفي اعلم أني أصبحت أفضل منك وسيبقى الويل والعذاب لك أنت..

السلام لقلبك وروحك هذا حقا ما أتمناه لك؛

لأن بعدي لن تجد السلام مهما عنه بحثت..

سلاما على الحب الصادق الذي قتلته بيدك أنت..

سلاما على روحي الذابلة حتى تحيا بعدك وتزهر، وحتى يأتيها خبر منك أنك ميت بعدها، وحتى تعي أني حبك الأوحد الذي خسرت.

حتما ستعي هذا بمر ونيران تتأجج في قلبك حين تعلم أني لن أعود قط، نعم ستبكي دما وتندم في يوم لا يجدي فيه الندم..

اعلم، قولي هذا كعلم اليقين.

والسلام ختام على من صدق في كل حين”.

العاشقة التي اختارت توبتها عن عشقك المهين.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى